رعونة العرب واختلاف مصالحهم وتعارضها، وفقدان الاستراتيجيات، والارتجال في المواقف، والامتناع عن الوحدة، إضافة إلى الانقسام والاحتراب الدائم، والانصياع شبه المطلق للمؤثر الخارجي، تُعدّ أحد أهم مداميك الأمن القومي الإسرائيلي. إسرائيل بذاتها، ككيان ومقومات، غير قادرة بالمطلق على مواجهة إمكانات وقدرات العرب، فلا طاقة لها بذلك ولا قدرة، إلا أن الرعونة العربية، وما هو قائم عليها، مكّنها وبقوة، من ترسيخ نفسها وحضورها في المنطقة، بل - وأيضاً - التطلع إلى ما وراء ذلك.
تعد الصراعات الإقليمية مطلباً صهيونياً منذ ما قبل زرع إسرائيل في فلسطين المحتلة، وأحد أهم مداخل ترسيخ الكيان بعد إقامته؛ إذ لا خلاف أن صراعات منطقة الشرق الأوسط، بما يشمل تموضع دولها وقواها في محاور متناقضة المصالح والأهداف، تعد بالنسبة لإسرائيل هدفاً لذاته، إذ إن ما يمكن أن ينتج عنها من فرص، من شأنه أن يحد من التهديدات، بل ويبددها.
نعم، لقد حمل ما عرف بـ (الربيع العربي) تغييرات في البيئة الاستراتيجية لإسرائيل التي نظرت إليها بريبة وقلق بداية، إلا أن الفرص الكامنة في تلك التغييرات - التي ظهرت لاحقاً - تساوقت تماماً مع الاستراتيجيات الإسرائيلية، وتكاملت معها.
وبصورة عامة، تنظر إسرائيل إلى تطورات المنطقة نظرة طمأنينة نسبية قياساً بالماضي، فمحيطها المباشر، أو ما يعرف بدول القوس، وأيضاً الدائرة الثانية والثالثة من محيطها غير المباشر (دول الخليج وإيران....)، لا يشيران إلى تهديدات وجودية، ونسبياً هما لا يتضمنان وجود تهديدات استراتيجية إلا ما يرتبط بالساحتين السورية واللبنانية وإمكانات تنامي التهديد فيهما، ومن خلالهما. إلى ذلك، أعداؤها مشغولون بالتصدي لهجمات أصدقائها، فيما أصدقاؤها ينمّون علاقاتهم معها إلى حدود التحالف شبه المعلن.
النتيجة التي تحققت إلى الآن تعد بالنسبة لـ (تل أبيب) تحقيقاً لواقع، واتجاه واقع ما كان يخطر على بال مخططيها الاستراتيجيين، ومن ذلك: تعزيز أكثر للعلاقات مع دول تجمعها بإسرائيل اتفاقيات تسوية (الأردن ومصر)، إبعاد أو تظهير إبعاد، القضية الفلسطينية لدى أنظمة عربية وازنة في المنطقة، انقسام إقليمي ومذهبي وتقسيم محاور عداء بعيداً عن فلسطين وإسرائيل، مصالح وتهديدات مشتركة مع كثير من الأنظمة العربية، والتموضع جنباً إلى جنب انصياعاً لإرادة واشنطن، بالرغم من الفشل المدوي للسياسات الأميركية في المنطقة.
تهدف هذه المقالة إلى استعراض المقاربة الإسرائيلية - في البعد الزمني القريب - لصراعات المنطقة وتغييراتها، والفائدة التي تتوقعها منها، وتحديداً ما يتعلق بتبدل أو بتظهير تبدل محاور جيوسياسية لإسرائيل دور أساسي ومتقدم فيها إلى جانب بعض الدول العربية كحلفاء وشركاء. ستحاول المقالة أن تبتعد عن دائرة العوامل التي أدت مباشرة إلى نشوب الصراعات وأسبابها، إلا فيما يلزم، وتجْهد لإلقاء مزيد من الضوء على الرؤى الإسرائيلية لصراعات المنطقة كفرص مقابل تهديدات. الهدف الأخير للمقالة، والاستشهادات الواردة فيها، قد تكوِّن معطى إضافياً يساهم في إدراك وفهم تموضعات بعض الدول العربية إلى جانب إسرائيل.
فاجأ (الربيع العربي) إسرائيل، كما فاجأ كثيرين. نظرت إسرائيل بدايةً بريبة وقلق إلى ما بدا لها اتجاهاً للتغيير لدى الشعوب العربية، واندفاعاً إلى عدم الانصياع المطلق لتوجهات حكامها، الأمر الذي أنذر بإمكان دفع أولئك الحكام لتغيير مواقفهم من إسرائيل، وتحديداً مسألة التسوية معها، وذلك منعاً لإثارة شعوبهم. من هنا، جاءت التسمية الإسرائيلية للهزة في العالم العربي بـ(الشتاء الإسلامي)([1])، بدلاً من مصطلح (الربيع العربي) الذي ساد في الغرب، وتبعته في التسمية لاحقاً كتابات ومواقف عربية.
إلا أن لقلق وخشية إسرائيل تحولا لاحقاً نحو التطلع لاستغلالهما كفرصة، وذلك لتثبيت إسرائيل نفسها كحليف في محيطها المباشر والأبعد، خاصة مع انحراف (الربيع العربي) عن مقاصده الابتدائية الإصلاحية باتجاه التمحور والتدخلات الخارجية، ومصادرة الحراك الشعبي في أكثر من بلد عربي، وبالأخص بعد تولي الجماعات المسلحة السلفية الإرهابية زمام المبادرة بتسهيل، بل وبتمويل عربي وغربي؛ ما مكنها من مصادرة (الهبات) الشعبية وتحويل المواجهة من إصلاحية داخلية، إلى مواجهة متداخلة ومتشعبة، تقاطعت معها مصالح المحاور واستغلال الجماعات الإرهابية للدفع قدماً بالأجندات الإقليمية والدولية. نتيجة لذلك، وجدت إسرائيل نفسها أمام فرصة تشكل محورين اثنين متقابلين: (محور الاعتدال)، ومن ورائه الولايات المتحدة، الذي تطلع إلى استخدام (الثورات)، ولاحقاً الجماعات المسلحة، لإنهاء أو إشغال أو استنزاف (محور المقاومة) الذي يضم الدول والجهات المقاومة لمحور الاعتدال والمقابلة له في المنطقة. النجاح بدفع وتحويل الهزة الإصلاحية إلى ذراع كسر واستنزاف لمحور المقاومة، جاء ليصب في مصلحة إسرائيل، وعُدّ من قِبَلها صيرورة ذات فائدة استراتيجية يمكن البناء عليها لدفع مصالحها قدماً.
بعد أعوام على (الربيع العربي)، والتحول عن مقاصده الابتدائية، ودون الخوض في صيروراته، بات اللاعبون الإقليميون، وحلفاؤهم من الجماعات التابعة بما فيها (التنظيمات ما دون دولة)، ومن ورائهم - أيضاً - الدوليون، متموضعين ضمن محورين اثنين، فيما يشبه الصراع الوجودي: السعودية وتركيا وقطر وعدد من الدول الخليجية التابعة أو المتقاطعة معها في المصلحة، ومن ورائها الغرب الولايات المتحدة، أو ما بات يعرف بـ (الاعتدال العربي)، يندفعون هجومياً لإنهاء أو تحجيم أو إضعاف أو إشغال دول وجهات محور المقاومة الذي ثبت دفاعياً - وما زال - في صد الهجمات الدؤوبة عليه: إيران وسوريا واليمن وحزب الله، وفصائل مقاومة ناشطة في الساحة الفلسطينية.
موقع إسرائيل من المحورين سالفي الذكر، تكفّل رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو) بالإعلان والكشف عنه في مقابلة متلفزة بداية العام 2016م([2])، حيث أشار إلى أن دول (الاعتدال العربي) لا تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة عدوة، بل حليف وشريك. وهذا هو التوصيف الإسرائيلي الجامع تجاه موقف عدد من الدول العربية، وتحديداً الخليجية منها، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وذلك ضمن الاصطفافات والأحلاف الجديدة في المنطقة بعد التطورات الأخيرة الناتجة عن (الهزة الإقليمية)([3]) التي لم تنه تداعياتها، ولم تستقر على نتائج نهائية حتى الآن.
توصيف نتنياهو لتموضع إسرائيل سبقه إليه مسؤولون إسرائيليون في الحكومة والكنيست، وأيضاً في المؤسسة الأمنية، مع إسهاب في الشرح والتحليل والأمل بمخاض يفضي إلى تحقيق مصلحة إسرائيل الكاملة من التطورات والاصطفاف العربي إلى جانبها. رأس الهرم السياسي في تل أبيب (نتنياهو) حدد في المقابلة سالفة الذكر أسس التعاون والتحالف مع بعض الدول العربية التي وصفها بـ (السنية) مقابل (الشيعية الإيرانية) - تماشياً مع مطلب تعزيز وترسيخ الشروخ المذهبية في المنطقة - مشدداً على واقع الشراكة وتحديداً مع السعودية بما يشمل المصالح، والنظرة إلى التهديدات وأسلوب مواجهتها، والمفضي بدوره إلى التحالف البيني.
وفي المقابلة المتلفزة تلك، أوضح نتنياهو أنه: "يوجد تغيير دراماتيكي في العلاقات الخارجية لإسرائيل في المدة الأخيرة بينها وجيرانها العرب. (السعودية)، كما هم كثر في العالم العربي، ترى في إسرائيل حليفاً وليس تهديداً". وفي المقابلة نفسها، أكد نتنياهو على شعار العداء المشترك لإيران، كرافعة شراكة وائتلاف مع (الاعتدال العربي السني)، وقال: إن الدول العربية المعتدلة "تواجه التهديد نفسه المتمثل بإيران وداعش، وهي تسأل (أي الدول العربية) عمّن يمكنه مساعدتها؟ وبطبيعة الحال، إسرائيل والدول العربية السنية ليسوا على طرفي نقيض".
وللدلالة أكثر على حسن العلاقة مع هذه الدول، ذكر نتنياهو أنه التقى بعض المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، وطلب منهم أن يظهروا لإسرائيل الفهم نفسه الذي يظهره لها (جيرانها العرب) الذين (كانوا) هم الأعداء التقليديين (للدولة اليهودية). وأضاف: "لدي طلب واحد، أن تعكس سياسة الاتحاد الأوروبي حيال إسرائيل والفلسطينيين، السياسة العربية السائدة تجاه إسرائيل والفلسطينيين"، معبّراً عن اعتقاده بأن إقامة علاقات بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة "التي ترى في إسرائيل شريكاً لها لمواجهة خطر الإسلام المتشدد، قد تؤدي إلى حل الصراع مع الفلسطينيين، وليس النقيض". ولعل المحددات الواردة في كلام نتنياهو تختصر المقاربة الإسرائيلية.
حدد نتنياهو عنصر الشراكة مع (الدول العربية السنية)، وفي مقدمتها السعودية، في: مواجهة مشتركة لإيران وحلفائها. وبحسب تعبيرات عبرية: مواجهة (المحور الشيعي) الممتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا، وصولاً إلى لبنان وفلسطين، بما يشمل حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، على أن يشمل ذلك - أيضاً - الساحة اليمنية، كجزء لا يتجزأ من هذا المحور([4]).
دراسة معمقة صدرت عام 2013م، عن (مركز أبحاث الأمن القومي) في تل أبيب([5])، أكدت على الواقع التحالفي بين إسرائيل وعدد من الدول العربية الخليجية المبني على المصالح المشتركة، مع توصيف لهذا الواقع على أنه إلى الآن (حلف غير ظاهر)، لكنه حلف فاعل ومؤثر ومتبادل. تشير تلك الدراسة إلى أنه بالنسبة لإسرائيل، يعد تعزيز الاتجاه الإقليمي مقابل إيران، مصلحة وضرورة. وهو الأمر الذي يفسر ما يحدث في السنوات الأخيرة بين إسرائيل و(المحور السني) الذي يخشى بدوره من إيران. وهذه المصلحة المشتركة - بحسب الدراسة نفسها - هي التي دفعت إلى الشراكة وتبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق البيني بين إسرائيل وممالك وإمارات الخليج، كما أن للجانبين، إضافة إلى المصلحة في مواجهة إيران والحد من نفوذها، مصالح إضافية تتعلق بمواجهة التطورات الأخيرة في المنطقة، وضرورة إبقاء الدول (المعتدلة) فيها بعيدة عن تداعيات ما يجري في المنطقة ومنع إسقاطها، الأمر الذي يمكن توصيفه بـ (حلف غير ظاهر) بين إسرائيل وهذه الدول.
أُضيف للمحور الشيعي، كتهديد وإن كان مؤجلاً، (التنظيمات السلفية الجهادية): داعش والقاعدة وأشباههما، إلا أن هذه الجهات - من وجهة نظر إسرائيل وعدد من الدول العربية - هي تنظيمات تمثل وسائل قتالية متقدمة في مواجهة المحور المعادي (الشيعي بحسب التعبيرات الإسرائيلية)، الأمر الذي يمكن التقاطع في المصالح معها، والتعايش معها طويلاً طالما أنها تنجز المهمة في محاربة المحور أو إضعافه أو إشغاله([6]).
وتشير مقاربة تل أبيب، كما ترد على لسان مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية (دوري غولد)([7])، إلى أن: "بعض الدول العربية تنظر على نحو متزايد إلى الشرق الأوسط من منظور إسرائيل"، وإلى أنه: "وسط المخاوف المتزايدة لدى الدول السنية من النفوذ الإيراني، خصوصاً في سوريا والعراق واليمن، تعقد إسرائيل مشاورات سرية حول الوضع الأمني مع دول عربية، بما في ذلك تلك التي ليس لديها علاقات رسمية"، في إشارة من دوري غولد إلى الدول الخليجية، وفي مقدمتها السعودية. بينما سبق لـ (غولد) نفسه أن أشار في حديث صحافي([8])، إلى أن هذه اللقاءات تجري في الدول العربية نفسها، لا في أماكن محايدة، ولمح خلال زيارة له - في حينه - لجنوب أفريقيا إلى أن هناك: "زيارات رسمية إسرائيلية إلى دول الخليج، فإسرائيل تلقى اليوم استقبالاً جيداً في أجزاء عدة من الشرق الأوسط، بين البلدان العربية السنية".
وسبق لـ (غولد) أيضاً موقف أكثر إيضاحاً، مبني على النظرة المشتركة مع (الدول العربية السنية) لتهديد الاتفاق النووي الإيراني؛ إذ أشار في كلمة ألقاها أمام لجنة رؤساء الجمعيات اليهودية في الولايات المُتحدة([9])، إلى أن: "الدول السنية في الشرق الأوسط هي حليفة لإسرائيل في مواجهة الخطر النووي الإيراني"، موضحاً أن المقصود من هذا التحالف مع "الدول السنية بزعامة السعودية"، إيجاد حل مناسب للاتفاق النووي السيء (مع إيران(.
وفي إطار الكشف عن المصالح المشتركة، وأيضاً (العلاقة الاستراتيجية) البينية مع عدد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية، أثنى رئيس القسم الأمني السياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية، اللواء عاموس غلعاد، على العلاقات الاستراتيجية الآخذة في التطور بين إسرائيل ودول عربية سنية جارة تعتبر معتدلة، وأضاف أنه: "في الدول السنية الجارة إقرار بأن إسرائيل تستحق منظومة علاقات؛ لأن إيران هي العدو رقم واحد لإسرائيل، وكذلك للسعودية"([10]).
واللافت في المقاربة الإسرائيلية تلك، استخدام العبارات المذهبية في توصيف الدول الحليفة معها، كمحور سني في مقابل محور شيعي؛ إذ لتحقيق هدف استنهاض الشارع الإسلامي (السني) لمصلحة خيار الاصطفاف إلى جانب إسرائيل، لا بد من معارك تحمل عناوين مذهبية، وأداءً إعلامياً مذهبياً، وسياسة حقن مذهبي. وفي هذا الإطار ليس صدفة أن كل الخطاب الإسرائيلي الرسمي، وتحديداً على لسان نتنياهو وسائر المسؤولين الإسرائيليين، ومعه الخطاب الإعلامي ومقاربات الخبراء السياسيين، ومعاهد الدراسات، يتبنى المصطلحات نفسها التي تخدم هذا الاتجاه في التعبئة المذهبية. فمثلاً في إسرائيل يتبنون تسمية المحور الشيعي بدلاً من محور المقاومة، وكأن السنة لا علاقة لهم بالمقاومة، وتجري تسمية المحور المعادي للمقاومة وتدعمه إسرائيل بالمحور السني المعتدل، للإيحاء بأن إسرائيل إلى جانب السنة المعتدلين في مواجهة محور المقاومة.
لا جدال أن الدول العربية الموالية للخيارات الأميركية، وعلى رأسها السعودية، تستخدم - في حد أدنى - الجماعات التكفيرية كوسيلة قتالية في مواجهة محور المقاومة. ثبت ذلك في أكثر من ساحة مواجهة، خيضت وما زالت، المواجهة فيها دائرة. ورغم غياب أو تغييب الإحاطة بالموقف الإسرائيلي في الإعلام العربي؛ إلا أن موقف تل أبيب جاء وما زال متطابقاً مع موقف هذه الدول. لا يخفي المسؤولون الإسرائيليون موقفهم شبه المهادن للجماعات التكفيرية، باعتبارهم رأس حربة في مواجهة أعدائهم وإشغالهم، بل ذهبت تصريحات إسرائيلية رسمية إلى التأكيد على أن أي خيار بين تنظيم داعش وإيران؛ فإن القرار الإسرائيلي - بلا شك - سيتجه إلى تفضيل داعش. وزير الأمن الإسرائيلي السابق (موشيه يعلون)، وفي فترة توليه المنصب، أشار إلى ذلك من خلال تأكيده على أن: "إيران هي رأس أعدائنا، وإذا كان الخيار بينها وتنظيم داعش فأنا أفضل داعش"([11]).
ويؤصل الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الرئيس الحالي لمركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، اللواء عاموس يدلين، الموقف من داعش وأشباهها، قياساً بالموقف من تهديد محور المقاومة، وذلك في إشارته ضمن مقابلة تلفزيونية إلى أنه: "بحسب رؤية حكومة إسرائيل؛ فإن سوريا من دون الأسد ونظامه أفضل لها، سواء حكم هذا البلد من بعده المتمردون العلمانيون السنة أو حتى جماعات القاعدة. المهم هو قطع الصلة بين إيران وحزب الله، الأمر الذي يعد تغييراً استراتيجياً مهماً جداً في ميزان القوى في الجبهة الشمالية"([12]).
وكان مركز بيغن - السادات، التابع لجامعة بن غوريون في النقب، وهو أحد أهم المراكز البحثية في إسرائيل، قد حدد في بحث معمق حول مصلحة إسرائيل من محاربة تنظيم داعش، بأنها في الامتناع عن إضعافه، ربطاً بالمهمة التي يضطلع بها في مواجهة محور المقاومة، مع التشديد على أن قتال التنظيم وغيره من التنظيمات الشبيهة به في العراق وسوريا، يعد خطأ استراتيجيا يوجب الابتعاد عنه([13]).
تراجُع القضية الفلسطينية على سلم أولويات الدول العربية، وتحديداً دول (الاعتدال العربي)، يعد من أهم الفوائد التي تحصلت عليها إسرائيل نتيجة للصراعات القائمة في المنطقة وتخندق هذه الدول في المحور المعادي للمقاومة إلى جانب إسرائيل([14]). وبحسب تعبيرات عبرية([15])، فإن السعودية و(الدول السنية) الأخرى المهدَّدة من (عدوانٍ) إيراني، لم تعد تجادل بأن إسرائيل، نتيجة الصراع مع الفلسطينيين، ليست مصدر التوتر والاضطراب في المنطقة، ولكن سوريا والعراق ولبنان واليمن كلها تقدم أمثلة صارخة على مدى سخافة مثل هذا الادعاء.
(نتنياهو) نفسه شدد في مداخلة له أمام كتلة حزب الليكود في الكنيست([16]) على أن: "دولاً عربية تدرك أن دولة إسرائيل هي عامل أول في النضال المشترك ضد الموجة الظلامية للإسلام المتطرف الذي يهدد ليس فقط بغمر منطقتنا، بل العالم أجمع"، متابعاً حديثه بقوله: "اعتقد أن هكذا شراكة ربما تحمل في طياتها - أيضاً - فرصة في نهاية الأمر تدفع جيراننا الفلسطينيين إلى موقف واقعي أكثر، ومسؤول اتجاه تسوية ممكنة معنا. إن انفتاح العالم العربي من شأنه أن يساعدنا في يوم ما بالتوصل إلى تسوية حقيقية مع جيراننا الفلسطينيين".
تاريخياً، تتجاذب إسرائيل رؤيتان لحل القضية الفلسطينية بما يتوافق ومصالحها، يدور حولهما السجال والتفاعل في الساحة الإسرائيلية بين أقواس الأحزاب والتكتلات. الرؤية الأولى: تشدد على مفهوم (التنازل) عن جزء من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية تحديداً، ما يوفر لها شرعية إقليمية ودولية، ويسهل انضمامها إلى محيطها وترسيخ وجودها مع شرعنة ذلك الوجود بشكل دائم، في مقابل رؤية أخرى: تتطلع إلى عدم التنازل عن الأرض المحتلة في الضفة الغربية، وتعميق الاستيطان، والتشديد على أنها جزء لا يتجزأ من إسرائيل، على أن يُصار إلى إيجاد حل ما للوجود الفلسطيني عبر حكم ذاتي، ولتُطلق عليه تسمية (الإمبراطورية الفلسطينية)، وليس فقط دولة فلسطينية([17]).
خلاصة ذلك التجاذب، على ضوء المتغير الإقليمي و(اندفاع) الدول العربية (المعتدلة) باتجاه إسرائيل، هي بروز تيار يجمع التوجهين معاً بلا تسوية بينهما؛ أي أقصى التطرف مع أقل الأثمان، على أن تكون للتسوية نفسها مع الفلسطينيين ثمناً خاصاً بها متمثلاً في الإبقاء على حد أقصى من أراضي الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية، مع إمكان القبول بحكم ذاتي على بقية ما تبقى من أرض، يناط بذلك الحكم الاهتمام بشؤون السكان غير اليهود، حفاظاً على نقاوة الدولة اليهودية. وفي أساس هذا التوجه، أنه لا مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، بل يأتي ذلك عبر صيرورات التطبيع المسبق مع الجانب العربي المعتدل، وكنتيجة له.
والجمع بين الرؤيتين - كما ورد آنفاً - لم يأت على خلفية حسابات سياسية داخلية فحسب، بل يرتبط بعوامل سياسية واقتصادية وأمنية في البيئة الإقليمية لإسرائيل، وأول معالم هذه البيئة أنها تستند إلى موقف الأطراف العربية (المعتدلة) عامة، والخليجية بصفة خاصة، تلك التي تندفع مسرعة باتجاه التحالف مع إسرائيل على قاعدة المصالح المشتركة، وتحديداً في مواجهة محور المقاومة، من دون أن تضطر تل أبيب إلى دفع أثمان مؤلمة على الساحة الفلسطينية. ويبدو أن نتنياهو وطاقمه يتعاملون على أنهم الأكثر فهماً لحقيقة ولمعنى (اعتدال) النظام العربي عامة، والخليجي خاصة، والمدى الذي يمكن أن يبلغه ذلك الاعتدال في السر والعلن، على السواء.
في خلاصة هذا المطلب، تنظر إسرائيل، كما يشرح نتنياهو بشكل دائم وفي أكثر من مناسبة، إلى أن حل القضية الفلسطينية لا يأتي من خلال المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بل من خلال التطبيع مع الاعتدال العربي، الذي بدوره يفتح الطريق أمام الحل مع الفلسطينيين. بمعنى آخر قلب المعادلة التاريخية التي بُني عليها منطق التسوية؛ فبدلاً من أن يكون الحل مع الفلسطينيين مدخلاً للتطبيع مع العرب، يكون التطبيع مع العرب مدخلاً للحل مع الفلسطينيين.
تواصل إسرائيل مع عدد من الدول العربية الخليجية، ومن بينها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، هو تواصل قائم أو (مبني على الثقة والمصلحة المتبادلتين)، ومن ذلك التواصل واللقاءات ما خرج إلى العلن، فيما حافظ الجانبان على دائرة واسعة من اللقاءات طي الكتمان، تبعاً لضرورات العلاقة ونوعها وأهدافها، وأيضاً لما يتعلق بطلب من الدول العربية نفسها منعاً لإحراجها، علماً بأن الفترة الأخيرة شهدت زيارات لم تعُد تشكل حرجاً لهذه الأنظمة، بل عملت على الإقرار بها والدفاع عنها؛ إلا أن المُقّر به إسرائيلياً، أن ما يجري تداوله في العلن أو ما يُسرب إلى الإعلام العبري أو خارج إسرائيل، يبقى جزءاً محدوداً من أجزاء أخرى واسعة النطاق، وبشكل خاص، بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، إذ لم يعُد مفاجئاً توالي المعطيات التي تكشف عن عمليات التنسيق البيني الأمني والاستخباري والسياسي، أو الزيارات الرسمية السرية المتبادلة لهذا الجانب أو ذاك، فهي نتاج طبيعي لعملية التدرج في تظهير العلاقات بين الجانبين، والاقتراب أكثر من مرحلة التعبير العلني عن مسار هذه العلاقات.
وتشير الأنباء العبرية([18]) إلى أنه منذ مطلع عام 2014م فقط، عقد ممثلون من إسرائيل والمملكة العربية السعودية سلسلة من الاجتماعات السرية؛ لمناقشة التنسيق إزاء أعدائهم المشتركين، وتحديداً العدو المشترك إيران. فيما تكشف أنباء عبرية أخرى([19]) أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق مائير دغان، في فترة توليه المنصب، اجتمع أكثر من مرة مع مسؤولي الاستخبارات السعودية، بل إنما يجمعه وإياهم صداقة ومودة خاصتين، إذ "كان لديه أصدقاء كثر في جهاز الاستخبارات السعودية، وأيضاً مسؤولين آخرين في المملكة، كان يلتقي بهم بشكل دائم"([20]).
وكانت القناة العاشرة العبرية كشفت في تقرير لها أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار الرياض ضم شخصية إسرائيلية رفيعة، لافتة إلى أن السعوديين أرادوا دائماً أن تبقى لقاءاتهم مع الإسرائيليين في الظلام، إلا أن العهد الجديد للملك سلمان لا يخجل من ذلك ويضع المسألة الفلسطينية جانباً([21])، وبحسب تقرير القناة: "السعوديون أنفسهم أصحاب المبادرة العربية تجاه إسرائيل، يقولون لا يهم ما تفعلونه مع الفلسطينيين، فهم يريدون إسرائيل ودفء العلاقات معها، ولهذا السبب يوجد المزيد من اللقاءات التي تمنع الرقابة الكشف عنها".
وقد كان الأبرز في التواصل السعودي مع الإسرائيليين، لقاءات رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير السعودي تركي الفيصل، وكذلك مستشار العائلة المالكة والمقرب من الملك السعودي، أنور عشقي. حيث كانت لتركي الفيصل سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، جاءت في معظمها علنية دون أي إحراج، مع مداخلات له في مؤتمرات عبرية في فلسطين المحتلة، وكتابات في الصحافة العبرية، عبر فيها عن ود خاص تجاه الإسرائيليين.
من ذلك مقال للفيصل في صحيفة (هآرتس)([22]) عبّر فيه عن ود خاص تجاه الإسرائيليين، بل وعبّر عن تطلعه وشوقه إلى زيارتهم للسعودية، وأنه يرغب شخصياً بزيارة المتحف الإسرائيلي الذي يخَّلد ذكرى (ضحايا الهولوكست)، إضافة إلى زيارة (حائط المبكى)، في إشارة منه إلى التسمية العبرية لحائط البراق في المسجد الاقصى. وزيادة في التودد، قال الفيصل في مقاله ذاك: "سأكون مسروراً أن استقبل الإسرائيليين في موطن أجدادي (السعودية)، الذي عانى على أيدي إبراهيم باشا (العثماني) ذات المصير الذي عانت منه القدس على يد نبوخذ نصر والرومان".
وحول لقاءات تركي الفيصل بالمسؤولين الإسرائيليين، يقول المدير التنفيذي لمعهد واشنطن الذي أدار الحوار بين الفيصل والجنرال الإسرائيلي (يعقوب عميدرور) مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن أحد أفضل الأشياء في هذا الحوار هو: "أننا ننجح في وضع أجندة لمرحلة طويلة من المفاوضات السعودية – الإسرائيلية التي ستأتي في المستقبل"([23]).
من جهته، (أنور عشقي) ضابط الاستخبارات السعودية السابق ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة، قام بزيارة إسرائيل علناً دون أي معارضة رسمية سعودية سابقة للزيارة أو لاحقة لها، بل أنها جاءت بمباركة خاصة من دوائر القرار في الرياض، وقد أشار (عشقي) في مقابلة له مع الإعلام العبري إلى أن نتنياهو "رجل قوي وواقعي ومنطقي ونحن بحاجه إليه"([24]).
بيان صدر عن الخارجية الإسرائيلية، أشار إلى أن الجنرال (عشقي) زار إسرائيل على رأس وفد سعودي، واجتمع بمدير عام الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في (القدس الغربية)، وقد لفت المتحدث باسم الوزارة إلى أن ذلك اللقاء لم يكن الأول بين الجانبين، بل سبقته لقاءات أخرى([25]). وشملت زيارة (عشقي) تلك - أيضاً - لقاءات عقدها مع أعضاء كنيست وضباط في الجيش الإسرائيلي، تركزت حول (البحث في سبل مواجهة التطرف في المنطقة)([26]).
الزيارات المتبادلة بين إسرائيل والدول العربية (المعتدلة) تشمل - أيضاً - الإمارات العربية المتحدة وقطر وغيرهما، ولا تقتصر فقط على زيارات سياسيين أو أمنيين حاليين وسابقين، بل تشمل - أيضاً - الدوائر الاقتصادية والرياضية والدبلوماسية، وتتضمن كذلك فتح مكاتب وممثليات إسرائيلية رسمية، وأخرى خاصة في أكثر من عاصمة خليجية تحت مسميات مواربة أو مباشرة، واللائحة تطول.
العلاقات السعودية الإسرائيلية، بمعنى التحالف والاصطفاف جنباً إلى جنب، ليست بالنسبة للرياض وتل أبيب مجرد خيار بين خيارات؛ بل هي نتيجة طبيعية لهوية النظامين وتموضعهما إقليمياً ودولياً، ولمصالحهما وأعدائهما المشتركين. مع ذلك، ومن ناحية تكتيكية، يختلف الجانبان حول التظهير العلني لعلاقاتهما البينية، وتحديداً من ناحية السعودية، التي تسعى إلى التظهير التدريجي على خلفية ضرورات تدجين الداخل في المملكة،؛ فيما تسعى تل أبيب إلى العلنية الفاضحة بلا موانع.
مع وجود تقاطع في الأولويات، تتبنى تل أبيب، والعواصم العربية التي تسمى بالـ (معتدلة)، لا سيما الرياض، خطاباً سياسياً يكاد يكون متناسخاً إلى حد التطابق في ما يتعلق بالتهديدات والفرص، بما يشمل تحديد الأعداء وطرق مواجهتهم، حيث تتبنى تل أبيب والرياض الخطاب الدعائي نفسه والمفردات المذهبية نفسها، ولديهما تصنيف مشترك للقوى الأقليمية، والموقف ذاته من حزب الله والدولة السورية وإيران واليمن والعراق. التقارب بين الجانبين مرشح لمزيد من تظهير التحالف البيني، وإذا كان التدرج هو صفة العلاقة في المرحلة الحالية، فيقدر أن تكون تلك العلاقة أكثر وضوحاً وإعلاناً في المرحلة المقبلة.
_____________________________________________________
[1] - "الشتاء الإسلامي"، آفي يسساخروف، ملحق صحيفة هآرتس 18/11/2011. من أهم المقاربات الإسرائيلية لمصطلح "الشتاء الإسلامي"، ورد في محاضرة للخبيرة في الشؤون الأمنية، كرميت فيلانسي، بعنوان: الربيع العربي والشتاء الإسلامي والصيف الجهادي. ضمن سلسلة محاضرات تحت مسمى "مسائل للأمن القومي الإسرائيلي"، ألقيت المحاضرة بتاريخ 6 يونيو 2015م، من على منصة مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب وبثت مباشرة بحسب ما يرد فيها، أن الربيع العربي الذي حمل آمال التغيير والدمقرطة وفرض إرادات الشعوب على حكامها، تحول إلى "شتاء إسلامي" مع بروز الحركات الجهادية السلفية والفوضى في أكثر من بلد عربي، وكما كان الربيع العربي مفاجئاً للاستخبارات والمراكز البحثية، جاء "الشتاء الإسلامي" ليكون مفاجئاً أكثر..
[2] - مقابلة خاصة لنتنياهو من على مسرح مؤتمر دافوس مع الإعلامي الأميركي فريد زكريا على قناة cnn، بثت المقابلة مباشرة على القناة بتاريخ 21/01/2016.
[3]- "الربيع العربي يتحدث الاستخبارات"، "عاموس هرئيل"، صحيفة هآرتس، 06/ 07/2012. وينقل الكاتب عن محافل استخبارية إسرائيلية أن الهزة في الشرق الأوسط، تلك التي لم يعد اسم الربيع العربي الذي حملته يناسبها منذ زمن بعيد، غيرت الكثير من المفاهيم في النظرة الاستخبارية للجيش الإسرائيلي تجاه ما يجري في العالم العربي.
[4] - كعينة على استخدام هذا المصطلح الهادف، يمكن الإشارة إلى التقدير الاستخباري الإسرائيلي للعام 2015، المنشور في صحيفة يديعوت أحرونوت يديعوت أحرونوت 28 ديسمبر 2014، إذ يطلق التقدير مصطلح"المحور الشيعي" بدلاً من محور المقاومة، كما يريد في التقدير أنه المحور المتمثل في إيران وسوريا وحزب الله والحوثيين.
[5] - "قيامة المحور السني في الشرق الأوسط"، يؤال غوجنسكي وغاليا ليندنشتراوس، نشرة "تقدير استراتيجي"، مركز أبحاث الأمن القومي. العدد الأول، نيسان 2013.
[6] - "اهتزاز الشرق الأوسط"، عاموس هرئيل، صحيفة هآرتس، 1سبتمبر 2014.
[7] - صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية. 8 أغسطس 2016، مقابلة مع غولد بوصفه مدير عام الخارجية الإسرائيلية، ومستشاراً مقرباً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
[8] - يديعوت أحرونوت 14 مارس 2016.
[9] - مقتطفات من كلمة غولد أمام اللجنة كما وردت في صحيفة هآرتس 30 يوليو 2015.
[10] -مقتطفات من مداخلة غلعاد ورد في تقرير صحيفة معاريف 04/04/2016. تحدث غلعاد في مؤتمر "الخضيرة أنرجيتكا". نظم في تل ابيب من قبل مجلة "إسرائيل ديفينس" و"المعهد الإسرائيلي للطاقة والبيئة" و"بلدية الخضيرة" ومكتب العلوم الرئيسي في وزارة الاقتصاد ومركز المتعدد المجالات في هرتسيليا ووزارة الخارجية.
[11] - ورد كلام يعلون خلال كلمة ألقاها في مؤتمر مركز أبحاث الأمن القومي - تل أبيب، تحت عنوان : "التحديات الأمنية لإسرائيل 19 يناير 2016.
[12] - أجرتها معه القناة الثانية العبرية 19 مارس 2014.
[13] - "اجتثاث تنظيم الدولة الاسلامية خطأ استراتيجي"، افرايم كام، نشرة مركز بيغن السادات - جامعة بن غوريون. 02أغسطس 2016.
[14] - التقدير الاستخباري الإسرائيلي للعام 2015، مصدر سبق ذكره
[15] - 15 أكتوبر 2016، جيروزاليم بوست
[16] - معاريف 14 مارس 2016.
[17] - انظر في ذلك الوف بن، هآرتس 1 مارس 2016.
[18] - جيروزاليم بوست 15 أكتوبر 2016.
[19] - الخبير في الشؤون الاستراتيجية يوسي ميلمان. مقابلة مع القناة الثانية العبرية ضمن برنامج "عوسيم سادر"، بتاريخ 19 مارس 2016.
[20] - المصدر السابق.
[21] - مستهل النشرة المسائية المركزية للقناة العاشرة الإسرائيلية بتاريخ 27 فبراير 2016.
[22] - هآرتس 8أبريل 2014.
[23] - قناة cnn الأميركية 6مايو 2016.
[24] - مقابلة عشقي مع القناة 24 الإسرائيلية 23 نوفمبر 2016.
[25] - صحيفة هآرتس 22 يونيو 2016.
[26] - صحيفة جيروزاليم بوست (بالانكليزية) 22 يونيو 2016.