من يملك حق التصنيف:
يمثل الأمن والسلم الدوليين وحفظ حقوق الإنسان أهم مبادئ الأمم المتحدة وأحد صلاحيات مجلس الأمن الدولي، وفق النظام الدولي الناشئ بعد الحرب العالمية الثانية، بعد خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب كأكبر قوة في العالم مع استراتيجية تتضمن السعي إلى الهيمنة على العالم وتقسيمه لمناطق نفوذ ومصالح أمريكية.
وفي سبيل تحقيق مطامع الولايات المتحدة التوسعية والاستغلالية القائمة على الهيمنة كان من الضروري توقع المقاومة من الدول والشعوب التي ستتعرض لعدائية أمريكا وحروبها الدموية، لذا قام المخططون الاستراتيجيون بوضع استراتيجيات لقمع هذه الشعوب والحركات تحت عناوين مكافحة الشيوعية في فترة الحرب الباردة، ومكافحة ما يسمى الإرهاب والأصولية الإسلامية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، إضافة إلى معاداة السامية ومؤخراً معاداة الصهيونية التي أقرت نهاية العام المنصرم 2023م.
انطلقت الولايات المتحدة لممارسة الوصاية على القرار العالمي بسبب هيمنتها على المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في مخالفة صريحة للمادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على أن لمجلس الأمن حق فرض العقوبات واتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلم والأمن الدوليين، فاستخدمت واشنطن ما تمتلكه من عوامل القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية لانتزاع هذا الدور من المنظمة الدولية، وأصبح بإمكانها معاقبة أي دولة أو كيان أو حركة أو حتى الأفراد عند معارضتهم لسياساتها ومصالحها، وبات من المعتاد أن تصدر وزارة الخارجية الأمريكية تقاريرها السنوية المفصلة بشأن ما تسميه "الإرهاب" تتضمن الجماعات الإرهابية ونشاطاتها، وما تسميه جهود الولايات المتحدة في مكافحة هذه التنظيمات وإضعافها وقطع التمويل عنها.
من خلال دراسة عملية التصنيف التي تقوم بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة نجد أنها لا تنبني على معايير موضوعية ولا علاقة لها بتحقيق السلم والأمن الدوليين، بل إن كثيراً من هذه التنظيمات هي من صناعة أمريكا أو تعمل لصالحها بشكل مباشر وغير مباشر، كما اعترف بذلك كل من وزيرة الخارجية (السابقة) هيلاري كلينتون، والرئيس الأمريكي (السابق) دونالد ترامب، وتشهد عليه العلاقات بين واشنطن والجماعات التكفيرية التي تتحرك لخدمة مصالح وتنفيذ أجندات الأمريكي والصهيوني في المنطقة والعالم.
خروج أمريكا عن مبدأ أحقية الأمم المتحدة بتصنيف التنظيمات التي تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين:
تبتعد الولايات المتحدة باستمرار عن اللجوء إلى الأمم المتحدة لتكييف وتقييم الأعمال الدولية، في سعي منها لضرب مبدأ من مبادئ القانون الدولي العام المتعلق باللجوء إلى الأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية المخولة بحفظ السلم والأمن الدوليين بنص المادتين 24 و39 من ميثاق الأمم المتحدة، وتحديد من يمثل تهديداً، وبالتالي تفرض الولايات المتحدة نفسها قوة مهيمنة على النظام الدولي الذي ساهمت في إنشائه ورسم معالمه بعد الحرب العالمية الثانية، وانفردت بتصنيفها الخاص الجماعات والكيانات ضمن ما تسميه قائمة الإرهاب وتخضعها للعقوبات.
استراتيجية واشنطن في المنطقة:
توصي استراتيجية الرئيس الأمريكي (السابق) أوباما لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بالتوجه شرقاً نحو الصين ومواجهة صعودها المقلق لهيمنة واشنطن والنافس لها على رأس النظام الدولي، والتي أحدثت تحولات استراتيجية أمريكية في المنطقة، تسمح بتنفيذ استراتيجية التوجه شرقاً دون أن تدير واشنطن ظهرها للمنطقة العربية لأسباب متعددة أهمها الحفاظ على ضلعين من الثالوث المقدس للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة وهما: توفير النفط بسعر منخفض، وضمان حماية وتفوق الكيان الصهيوني، إضافة إلى الضلع الثالث المتمثل في إحباط محاولة أية قوة محلية أو إقليمية أو دولية للتحكم في المنطقة.
تقوم الاستراتيجية الأمريكية على ضمان حماية وتفوق الكيان الصهيوني وفق مسارين: الأول: إدماجه في المنطقة عبر آليات التطبيع والدمج العسكري في القيادة الوسطى العسكرية الأمريكية "سينتكوم" في المنطقة، الثاني: عبر إضعاف وتفكيك المحيط العربي والإسلامي والعمل الإعلامي والثقافي الذي يدعو للقبول بواقع وجود هذا الكيان.
لن نخوض كثيراً في شرح أسباب العلاقة الاستراتيجية الوثيقة بين أمريكا والكيان الصهيوني، ويكفي دليلاً على ذلك الاستنفار العسكري والسياسي والدبلوماسي والإعلامي الأمريكي والغربي لصالح الكيان بداية طوفان الأقصى ثم الانخراط الأمريكي البريطاني في العدوان على اليمن لحماية هذا الكيان الإجرامي.
اليوم تقوم واشنطن باتخاذ آليات واستخدام أدوات لحماية هذا الكيان بالعدوان على اليمن لصرف نظر المجتمع الدولي عن عدوان الكيان الصهيوني على غزة، وتصنيف أنصار الله جماعة إرهابية لصرف النظر عن الإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
أنصار الله في قائمة واشنطن:
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف أنصار الله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة التنظيمات الإرهابية والتي تمت في الأيام الأخيرة من ولاية إدارة ترامب في يناير 2021م، وفي يناير من العام الجاري 2024م أعلنت إدارة بايدن إعادة تصنيف أنصار الله جماعة إرهابية، فما هي أسباب ودواعي هذا التصنيف؟
وما الفرق بين التنصيف الحالي والسابق؟
وما هي نتائجه؟
وما هي ردود الفعل اليمنية على هذا التصرف الأمريكي؟
أسئلة تحاول الورقة الإجابة عليها بعون الله.
بغض النظر عن قبول أنصار الله لهذا التصنيف من عدمه يتساءل أنصار الله والشعب اليمني من الذي خول الإدارة الأمريكية بإصدار مثل هذه التصنيفات العدائية، وما هي مبرراتها القانونية والأخلاقية لفرض عقوبات على من يقوم بأعمال إنسانية مساندة لمظلومية كبيرة كمظلومية غزة والشعب الفلسطيني؟ ولماذا تقحم أمريكا نفسها في الدفاع عن الكيان الصهيوني الذي يرتكب جريمة الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة من المدنيين العزل والمحاصرين؟
من الناحية الدينية والثقافية والإنسانية يرى أنصار الله أن أي توصيف عدائي وسلبي من قبل أمريكا هو الوضع الصحيح للعلاقة بينهما بناء على الآيات الكريمة التي تحكم هذه العلاقات وفق مبدأ الولاء والبراء مع الثقة في توصيف الآيات لأعداء المؤمنين يقول الله سبحانه وتعالى: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا"[سورة المائدة –الآية 82]، وفي آية أخرى يصف علاقة الرضا بين اليهود والنصارى من جهة وبين المؤمن من جهة أخرى بأنها مؤشر على التخلي عن الدين قال تعالى: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ""[ سورة البقرة –الآية 120]، وبالتالي ينظر أنصار الله والشعب اليمني إلى أن ذلك وسام شرف يمثل الأمان من اتباع ملة اليهود والنصارى وشهادة على البقاء على الدين في زمن كثر الخروج منه.
من الناحية السياسية قوبل هذا التصنيف من قبل أنصار الله والشعب اليمني بالسخرية وأنه غير مؤثر ولا قيمة له، لأنه جاء من قبل من يصنع التنظيمات التكفيرية المجرمة ويرعاها، يقول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي: "التصنيف الأمريكي الأخير مضحك فالأمريكي الذي يرعى الإجرام الصهيوني والمفلس أخلاقياً والمتبني لفاحشة الشذوذ يصنف الآخرين!! والأمريكي هو منبع الإجرام والإرهاب والطغيان، وهو من لا يمتلك الآلية لأن يصنف الآخرين".
في ذات السياق علق الناطق باسم أنصار الله رئيس الوفد اليمني المفاوض الأستاذ محمد عبد السلام بقوله: إن "قرار التصنيف يعكس جانباً من نفاق أمريكا المكشوف والمفضوح"، وأكد عبد السلام أن اليمن “في إسناد (مساندة) غزة بكل الوسائل المتاحة، ومستمر في منع السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي ويرفع الحصار عن غزة".
وقد أعربت وزارة الخارجية اليمنية عن إدانتها ممارسة الولايات المتحدة "سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير"، وأكّدت الوزارة أنّ الإجراء الأميركي غير الشرعي وغير القانوني "يُفقد واشنطن كثيراً من الصدقية لدى أغلبية دول العالم".
وأضافت أنّ "واشنطن هي من يمارس "الإرهاب" بحق كثير من الدول" وآخر قراراتها "دعم الإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وراح ضحيته حتى اليوم أكثر من 29 ألف شهيد و68 ألف مصاب".
التصنيف بين الأمس واليوم
جاء التصنيف السابق من إدارة ترامب في آخر أيامها في البيت الأبيض (يناير 2021م) حماية للسعودية والإمارات واسترضاء لهما بعدما جنته الإدارة من مئات الدولارات من البلدين القائدين للعدوان على اليمن، وإثر الضربات المؤلمة من الجيش اليمني على منشآت البلدين العسكرية والحيوية.
وعند المقارنة بين التصنيف السابق لإدارة ترامب والتصنيف الحالي لإدارة بايدن نجد أن القرار الحالي لا يؤثر على أنصار الله ولا على الشعب اليمني ولا يحول دون قيام الشعب اليمني بواجبه الأخلاقي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني ولا يمنع الشعب اليمني من رسم معادلة التأثير في البحر الأحمر وحجز موقع مستقل في مستقبل المنطقة ومصيرها.
على عكس إدارة الرئيس السابق ترامب، التي صنّفت أنصار الله "منظمة إرهابية أجنبية" (FTO) Foreign Terrorist Organizations)، بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية (INA)، قررت إدارة بايدن تصنيف أنصار الله على أنها "كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص" (SDGT) Specially Designated Global Terrorist group، مدعية أن ذلك التصنيف هو أفضل صيغة لعدم عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن بموجب العقوبات المفروضة على أنصار الله.
وبحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية- لوائح عقوبات "الإرهاب" الأمريكية فإنه:
لماذا قام اليمن بعمليات البحر الأحمر؟
منذ انطلاق طوفان الأقصى وقيام الكيان الصهيوني بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني ومحاصرة القطاع وتجويعهم، وبعد دعوة الناطق العسكري باسم كتائب القسام/ أبو عبيدة للعالم العربي والإسلامي بالوقوف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية ومن منطلق إيماني قرآني ملزم بضرورة نصر الإخوة في الدين خرج السيد القائد/ عبد الملك الحوثي بخطاب في العاشر من أكتوبر 2023م وأكد جهوزية اليمن للمشاركة بالقصف الصاروخي والطيران المسير إذا ما تدخلت أمريكا مباشرة في العدوان على غزة وهو ما تم فعلاً، وقد تصاعدت مشاركة اليمن إلى منع السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى الكيان من المرور في البحر الأحمر.
وقد وضع اليمن شرطين ثابتين لوقف العمليات هما وقف العدوان والمجازر بحق الشعب الفلسطيني وإيصال الغذاء والدواء والمساعدات للقطاع.
وبرر ذلك بأنه جاء من منطلق إيماني وأخلاقي وإنساني ولا يمكن التراجع عن هذه المهمة المقدسة مهما كانت الإغراءات أو التهديدات.
وأكدت اليمن أن جميع السفن آمنة ويمكنها المرور ما عدا السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية أو السفن المتوجهة نحو الكيان الصهيوني.
كما أنشأ اليمن مركزاً للتنسيق الإنساني لمساعدة السفن التي تمر عبر البحر الأحمر ولا علاقة لها بدول العدوان الأمريكي البريطاني، كما نفى السيد القائد أن اليمن لا يفرض أي إتاوات على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر.
وهو ما تفهمه الأوربيون الذين أبلغوا اليمن عبر قنوات دبلوماسية أنهم لا علاقة لهم بتحالف أمريكا وبريطانيا وأنهم لا يصنفون أنصار الله جماعة إرهابية.
أهداف التصنيف من وجهة النظر الأمريكية:
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية "أنصار الله" (جماعة إرهابية مدرجة بشكل خاص) وذلك بسبب ما تسميه "هجمات غير مسبوقة على السفن الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن، وكذلك على القوات العسكرية المتمركزة في المنطقة للدفاع عن أمن الشحن التجاري وسلامته؛ والتي عرضت هذه الهجمات البحارة للخطر وعرقلت التدفق الحر للتجارة وعارضت حقوق وحرية الملاحة، حسب قولهم.
وتهدف من خلال هذا التصنيف إلى تحقيق أهداف معلنة أمريكياً كالتالي:
النتائج الواقعية للتصنيف:
دائماً ما تقدم السياسة الخارجية الأمريكية الدليل تلو الدليل على فشلها في المنطقة وتثبت تخبطها السياسي ومحدودية خياراتها وتراجع هيمنتها في ظل تنامي محور الجهاد المقاوم لسياساتها، فلم تحقق واشنطن أهدافها المعلنة وأغراضها الخفية من تصرفاتها العدائية ضد اليمن ومحور الجهاد والمقاومة.
فعند الحديث عن العقوبات على أنصار الله وعلى أفراد يمنيين مستهدفين نجد أن العقوبات التي تترافق مع عملية التصنيف لا جدوى منها، فلا أحد من المشمولين بالعقوبات الأمريكية يسافر إلى الأراضي الأمريكية ولا يمتلك أصولاً أو أموالاً في بنوكها.
وقد قلل كبير محللي الشرق الأوسط لدى مجموعة "نافانتي" الاستشارية الأميركية؛ من الأثر المباشر للعقوبات على أنصار الله وأشار إلى أن القطاعات التي ستتضرر في حقيقة الأمر هي "المؤسسات التي تتعامل بالدولار مثل البنوك وهيئة الطيران وموانئ الحديدة وكذلك شركات الاتصالات والنفط والغاز"؛ ولكنه استدرك بأن "قراءة حزمة العقوبات الأميركية السابقة، أظهرت أن أنصار الله لا يتعاملون مع المنظومة البنكية أو المالية العالمية، وإنما عبر صرافين ووسطاء ولهذا هم لا يبالون بهذه العقوبات".
على المستوى العسكري والعمليات المساندة للشعب الفلسطيني أظهر اليمن استعداداً لمواصلة العمليات حتى توقف العدوان والجرائم بحق الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات للقطاع، وتصاعدت العمليات النوعية في منهج متدرج فازداد معدل استهداف السفن المعادية والأراضي المحتلة، ونجح الجيش اليمني في إسقاط الطائرة الأمريكية الحديثة بدون طيار MQ9، ومؤخراً دخلت أسلحة جديدة الخدمة تمثلت في استخدام "غواصات مسيرة عن بعد" فاجأت العدوين الأمريكي والبريطاني وأثارت الرعب في الكيان الصهيوني الذي أكد خطأ من يستخف بقدرات اليمن وتصميمه في مواصلة عملياته في البحر الأحمر وتلك الموجهة ضد الكيان.
اعتراف بالفشل:
اعترفت وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) بفشل الإجراءات العدائية العسكرية والسياسية الرامية لمنع أليمن عن القيام بواجبه الديني والأخلاقي والإنساني لنصرة الشعب الفلسطيني فجاء في تصريح صادر من الوزارة أن:
- "لدى الحوثيين تكنولوجيا متطورة وهناك هجمات أكثر تطوراً وتقدماً ويستخدمون تقنيات أكثر تطوراً من التي استخدموها من قبل ونقوم بإسقاط البعض منها ولكن بعضها يمر.
- هجماتنا مستمرة للحد من قدرات اليمن ولكن لا نزعم أن ذلك سيحد من قدراتهم تماماً.
- وقال تقييم استخباراتي داخلي في البنتاغون إن الحوثيون "حافظوا على قدراتهم الهجومية رغم الضربات الأميركية والبريطانية".
- نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) براد كوبر في مقابلة سابقة مع شبكة (سي بي إس إن) آخر مرة شاركت فيها البحرية الأمريكية في عمليات قتالية بهذا الحجم والكثافة كانت فقط خلال الحرب العالمية الثانية.
إضافة إلى الصحف الأمريكية مثل:
WSJ التي نقلت عن مسؤول أمريكي: الحوثيون ضربوا سفناً عسكرية أمريكية للمرة الأولى بصواريخ بالستية مضادة للسفن.
و "سي ان ان": البحرية الأمريكية خاضت معركة استمرت لعدة ساعات ضد طائرات مسيّرة انطلقت من اليمن باتجاه البحر الأحمر وخليج عدن.
بينما ذهب وزير الخارجية (السابق) مايك بومبيو إلى التحريض على إيران في تغريدة له على منصة إكس قال فيها: "إن إغراق الحوثيين لسفينة بريطانية هو تذكير بأن الطريقة الوحيدة لوقف ذلك هي مواجهة المصدر: إيران".
استخلاص من هذا التصنيف:
من خلال المعطيات والوقائع السابقة نجد أن خطوة التصنيف إنما جاءت بعد فشل ادارة بايدن في ثني اليمن عن موقفه في أداء واجبه الديني والأخلاقي والإنساني تجاه ما يواجهه الشعب الفلسطيني، فلجأت أمريكا للعديد من الخطوات التي يمكن وصفها بالإفلاس السياسي والأخلاقي، ومن ضمن هذه الخطوات التصعيد في البحر الأحمر وشن عدوان همجي غير مبرر على الشعب اليمني،
وفي خطوة تكشف مدى الورطة والمأزق في استحالة إيقاف عمليات القوات المسلحة اليمنية، اتجهت الإدارة الأمريكية إلى إعلان قرار مسيس بتصنيف أنصار الله جماعة إرهابية، في محاولة يائسة لمنع القوات اليمنية عن أداء واجبها.
بينما هي في الواقع من تصنع "الإرهاب" وترعاه وتموله وتوظفه في خدمة مصالحها ومشاريعها التدميرية في المنطقة وتحميه من الدول التي تسعى بجد لمحاربته وخير مثال على ذلك تنظيما داعش والقاعدة في العراق والشام والجزيرة العربية الذين يتحركان فقط عندما تكون واشنطن بحاجة إليهما.
مما سبق يمكن استخلاص ما يلي:
واقعاً تعيش واشنطن عزلة سياسية وأخلاقية وفي كل يوم تفقد الوهم الغربي في التفوق الثقافي وتفقد ما تبقى لها رصيد دعائي أخلاقي تتبجح به في وسائل إعلامها بسبب دعمها لجرائم الكيان الصهيوني ودعم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والوقوف في وجه إرادة المجتمع الدولي الداعي لوقف العدوان على غزة في مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.
واشنطن في مأزق عميق جداً، فهي تتلقى الضربات من جانب اليمن وتشاهد تصاعد الدور الاقليمي المحوري والحاضر بقوة وبفاعلية في المنطقة وذلك دون أن تملك من أوراق اللعبة شيئاً، وعليها أن تنتظر الصورة النهائية التي يعكف اليمن على رسمها لسياسات البحر الأحمر والمنطقة ككل وفق مبدأ السيادة والاستقلال الذي عبر عنها قائد الثورة بقوله: "في اليمن هذا غير وارد" وقوله: "لسنا ممن يخضع أمام التهديد الأمريكي".
في كل خطاب يجدد قائد الثورة والشعب اليمني التأكيد على الثبات على الموقف المبدئي ومواصلة العمليات المساندة للشعب الفلسطيني ومواجهة التصرفات العدائية الأمريكية والبريطانية على كافة مستوى الأصعدة،
يقول السيد القائد: "نحن سنصنف أمريكا وبريطانيا ضمن الدول الراعية والحامية للإرهاب الصهيوني، وتصنيفنا لهم تصنيف بحق كون أمريكا وبريطانيا مشاركتان في الإجرام الإسرائيلي" وهو ما تم بالفعل فقد أصدر رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط قراراً رئاسياً بشأن تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية دولتين معاديتين للجمهورية اليمنية.
سيفشل العدو وتنتصر غزة وسيظل اليمن قوياً وثابتاً وسيكون النصر لفلسطين واليمن وكل مقاوم في المنطقة
[1] بحسب "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" (fdd.org) وهي مؤسسة أميركية فكرية