إعداد/ محمد محسن الحوثي
ط.د/ العلاقات الدولية الاستراتيجية والسياسية
جامعة تونس المنار وجامعة صنعاء
رئيس التجمع الأكاديمي والتوافق السياسي
الأزمة السودانية بطبعها ليست وليدة اليوم أو صنيعة الأحداث القائمة بل لها جذور وأسباب محلية وإقليمية ودولية، فالسودان معروف بالانقلابات العسكرية على مدي العقود الأخيرة، تأتي هذه الانقلابات عادة بدعم خارجي لتحقيق مصالح وأغراض ليست ضمن مصالح الشعب السوداني بالضرورة،
تعرض السودان لمؤامرة أدت إلى زعزعة استقراره وانفصال جنوبه الغني بالنفط بعد حروب طويلة منهكة بدعم غربي وصهيوني، ثم دخل دوامة جديدة من الاقتتال الداخلي في دارفور وغيرها من المناطق التي أفرزت ميليشيات خارجة عن القانون وظفها نظام البشير لإخماد التمرد في دارفور ثم استخدمها النظام القائم في قمع المظاهرات المطالبة بالحكم المدني.
"إذا كنت تظن أن الصراع مقتصر على #البرهان و #حميدتي فأنت واهم ، وإن كنت تعتقد أن الأجندة ستقف عند حدود #السودان فأنت غارق في أوهامك، زعزعة السودان ستطال #مصر و #السعودية في مخطط قذر تُستخدم فيه #الإمارات مطيّة لدعم ميليشيات التمرد وإعادة رسم المنطقة بما يخدم الصهيونية العالمية"
وريما تلخص هذه التغريد للسياسي السوداني تاج السر عثمان ما يجري حالياً في السودان ولمزيد من تفاصيل الأحداث نقرأ سوياً هذا البحث الذي فيه اعتمد الباحث على منهج تحليل الأحداث ويوجد حلقة مفقودة في البحث تعمد الباحث اخفاءها يدركها الباحثون والمهتمون علمياً.
أولا: صفقة –ترامب- القرن: السودان- "إسرائيل" محطات متقاربة!
لقاء عنتيبي/ أوغندا3فبراير2020م: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال حديثه للصحفيين قبيل مغادرته إلى أوغندا في 3 من فبراير2020م، "إسرائيل تعود إلى إفريقيا بشكل كبير، وإفريقيا قد عادت إلى أحضان إسرائيل"، ويجسد ذلك حجم الإنجازات التي حققها الكيان المحتل في غزو القارة السمراء واختراقها من أكثر من اتجاه.
و جاءت الزيارة المهمة التي قام بها رئيس وزراء الكيان المحتل لأوغندا لتكلل هذا الجهد الدبلوماسي المكثف، فالزيارة بجانب أنها جاءت في سياق الترويج لصفقة القرن والبحث عن حلفاء جدد، وهو ما يتضح من خلال أمرين مهمين على هامشها شهدت لقاء عنتيبي الشهير والمثير للجدل، بين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الاتفاق على تطبيع العلاقات بين البلدين، وهي الخطوة التي يراها البعض إنجازاً يحسب لرئيس الوزراء الإسرائيلي – المرشح للانتخابات([1])- بما يغض الطرف عن اتهامات الفساد المتورط فيها والتمهيد نحو ولاية جديدة له([2]).
وسارعت من خلالها تل أبيب إلى الإعلان عن الاجتماع ومخرجاته، نتيجة طبيعية، وربما متوقعة تماماً، لجهود "إسرائيل" المستمرة في القرن الأفريقي، ومساعيها إلى اكتمال وإحكام حلقة وجودها هناك، بشمول السودان ضمن دائرة النفوذ والإخضاع.
ويرى باحثون أن لقاء نتنياهو - البرهان عبّد الطريق أمام الأخير من أجل الانفراد بشؤون الحكم في السودان.. فقد جاء الاجتماع بعد أيام قليلة من إعلان نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب «صفقة القرن»، التي تعني ضمنياً مشروعاً لتصفية القضية الفلسطينية.. كما عَبّر التوقيت عن هيمنة إثيوبية واضحة على ملفات عديدة في مسار المرحلة الانتقالية السودانية، حيث جاء الاجتماع بعد دعوات إثيوبية إلى تطبيع عربي - إسرائيلي، وإن اختُصّت الإمارات بدعوة إلى اجتماع بين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ينسّقه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
والهدف: الأهمّ من "التطبيع" سيكون المساعدة في رفع اسم السودان من "قائمة الدول الراعية للإرهاب"، وضمان مساهمة "إسرائيل" في أيّ ترتيبات أمنية في البحر الأحمر عبر بوابة السودان، إلى جانب شراكتها المتميزة مع إثيوبيا وإريتريا([3]).
وبالفعل بدأت تظهر علامات الرضا الأمريكي في يوم اللقاء 3فبراير 2020م، تلقى "البرهان" دعوة رسمية لزيارة واشنطن، وعد بتلبيتها في القريب العاجل –وتمت الزيارة- تبعها الإعلان في مستهل مارس 2020م عن تلقي البنك المركزي السوداني إخطاراً بخطاب من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC التابع للحكومة الأمريكية يفيد "بأن القرارات التنفيذية أرقام 13412 و13067 الصادرة في أكتوبر 2017م أصبحت سارية المفعول وبذلك تنتهي المُقاطعة الأمريكية للسودان رسمياً", وهي أولى المكافآت الأمريكية/ الصهيونية للعسكرية السودانية في نسختها المزيفة التي وضع أسسها البشير للأسف!([4])
وضمن التواصل في تغريدة له بتاريخ 24مايو2020م "اتصل "نتنياهو" برئيس مجلس السيادة السوداني/ عبد الفتاح البرهان.. وبحث العلاقة بين البلدين".. ونوقش موضوع آخر، وهو الوضع الصحي للديبلوماسية نجوى قدح الدم (مستشارة في مجالات الطاقة النظيفة)، وتعد واحدة من أكثر المقربين من الرئيس الأوغندي يوري موسفيني وكبيرة مستشاريه، ونجحت من خلال ذلك، بتحقيق مصالحة تاريخية بينه وبين الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، ما قاد إلى تطور كبير في العلاقات بين الخرطوم وكمبالا.. لعبت فيه "قدح الدم" دور الوسيط لإصلاح علاقة كمبالا بالخرطوم. ورتبت زيارة شهيرة لموسفيني إلى الخرطوم، حتى أن موسفيني أصر على زيارة منزلها في حي العباسية في مدينة أم درمان والتقى بأسرتها([5]).
وهي مقربة جداً من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ومهندسة العلاقات السودانية الإسرائيلية، وكانت كذلك ضمن من حضر اللقاء، والوحيدة التي ظهرت صورها وهي تصافح نتنياهو، ووفقاً لقناة 13 الإسرائيلية "أنه قبل عام ونصف العام، بدأت نجوى قدح الدم بنسج العلاقات السرية التي أدت إلى اللقاء بين نتنياهو والبرهان في 3فبراير2020م في عنتيبي في أوغندا"، وصرح المحامي نيك كاوفمان للقناة "13" أن "قدح الدم ديبلوماسية فذة، ولولا نشاطها لما كانت هناك علاقات بين إسرائيل والسودان". وكاوفمان كان شريكاً مع قدح الدم بتبادل الرسائل الأولى بين نتنياهو والبرهان([6]).
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن طائرة صغيرة انطلقت صباح الاثنين من مطار بن غوريون هبطت في مطار الخرطوم، وعلى متنها طاقم طبي من 8 أفراد ومعدات وأدوية لمعالجة كورونا، وأيضاً مسؤول إسرائيلي كبير مختص بالعلاقات مع السودان، وجاءت بغرض إجلائها من مستشفى "علياء" التابع للسلاح الطبي للعلاج خارجاً، لكن الفريق الطبي اصطدم بتأخر حالتها([7]).
ووفق القناة، كان من الممكن أن تبقى هذه الرحلة سرية، إلا أن مسارها الاستثنائي التقطته رادارات تطبيقات المراقبة في الإنترنت، ما أثار اهتمام الكثيرين في "إسرائيل" والسودان، وأعلن في العاصمة السودانية الخرطوم الأربعاء 27مايو2020م، عن وفاتها بسبب إصابتها بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"([8]).
لفاء أبو ظبي: يعد اتفاق البحرين-إسرائيل تسربت أخبار عبر وسائل الإعلام أن القادم هو السودان، في تهيئة للرأي العام العربي والإسلامي، وبالفعل بدأت الخطوة الأولى عندما قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بزيارة للخرطوم في شهر أغسطس وأثار مسألة إقامة السودان علاقات مع إسرائيل، وأبلغه رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك آنذاك بأنه ليس لديه تفويض بذلك، وما هي إلا أيام معدودة حتى أذاعت وسائل الإعلام عن محادثات بين وفد من القادة السودانيين برئاسة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ووزير العدل نصر الدين عبد الباري والأمريكيين –نيابة عن الإسرائيليين- في "الإمارات"، استمرت ثلاثة أيام، واختتمت يوم23سبتمبر2020م، وذكرت وكالة أنباء سونا أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وصل بلاده بعد مباحثات وصفها بأنها "اتسمت بالجدية والصراحة".. وذكرت وسائل إعلام سودانية أن المحادثات "بحثت بشكل مستفيض عددا من القضايا أهمها:
سياسة القيادة السودانية في تمرير الاتفاق
إرباك الرأي العام بغرض تهيئته لتقبل الأمر الواقع: من أجل امتصاص المواقف الرافضة لإقامة العلاقة مع إسرائيل نفذت القيادة السودانية عدداً من الأنشطة والتصريحات المتناقضة –ربما بالتنسيق مع "إسرائيل" في بعضها- نوجزها في الآتي:
تسريب مقطع فيديو يظهر 5 شبان بينهم فتاة، وبجانبهم علما السودان و"إسرائيل"، ويوجهون التحية بالقول: "تحيا السودان.. تحيا "إسرائيل".. سلام للأبد.. "إسرائيل" أخوة"، واختتم الفيديو بالصراخ: "هتكفا.. شالوم السودان شالوم إسرائيل".. واحتفى "إسرائيليون" بمقطع الفيديو وكتب حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر تويتر: "عدد من سكان السودان من المؤيدين للسلام مع "إسرائيل" يوجهون التحية "لإسرائيل" ويقفون احتراماً للنشيد الوطني الإسرائيلي "الأمل".. (تشبه الخطوة التي قامت بها الإمارات والبحرين في البدايات).. وأثار الفيديو تفاعلات واسعة، بين مؤيد ومعارض، وآخرين شككوا في صحة ودقة المقطع واتهموا "إسرائيل" بالفبركة لاستمالة الناس، وسط حالة من الإنكار للمطبعين، وقال مغردون إن خمسة يظهرون بالفيديو لا يشكلون شيئاً من عدد سكان السودان، الذين ترفض غالبيتهم التطبيع مع الاحتلال([10]).
تصريحات متناقضة: يمكن ملاحظة التناقض في تصريحات قيادة السودان العليا حول الموضوع في الفترة ما بين لقاء أبو ظبي وإعلان الاتفاق بين السودان وإسرائيل، وربما في اليوم الواحد، نورد منها التالي:
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك |
رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، |
وزير الخارجية السوداني عمر إسماعيل قمر الدين |
القيادي بـ"الجبهة الثورية" ياسر عرمان |
إن قضية تطبيع بلاده للعلاقات مع "إسرائيل" "معقدة، وتحتاج إلى توافق مجتمعي".. ورفض "ربط عملية التطبيع (مع إسرائيل) بقضية شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".
|
إن مباحثاتنا مع المسؤولين الأمريكيين في الإمارات، التي استمرت 3 أيام، تناولت قضايا عدة بينها "السلام العربي" مع "إسرائيل". "هناك فرص داخلية وخارجية واجبة الاستغلال للخروج من الأزمات، والسلام يمكننا من العمل سوياً لإصلاح الاقتصاد وما أفسده النظام البائد، وفرصة سانحة لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والاندماج في المجتمع الدولي". |
نفى الخميس 24 سبتمبر، صحة مزاعم حول اعتزام بلاده تطبيع علاقاتها مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين.
|
دعا رئيس الولايات المتحدة إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأضاف "تحقيق السلام وتنفيذه سيكون أحد أهم العناصر الداعمة لإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب، والبلاد مقبلة على حكومة تشمل الجبهة الثورية".
|
من إعداد الباحث بالاستناد إلى بعض المراجع
قوى تطالب بالعلاقة مع إسرائيل:
جاء ذلك، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الخرطوم، عقده كل من رئيسي حزب "الأمة" مبارك الفاضل، وحركة "تحرير السودان ـ الثورة الثانية" أبو القاسم أمام، وممثل "جبهة الشرق" حميد محمد حامد.. وأكد مبارك الفاضل رئيس حزب "الأمة"، أن "العرض الأميركي محكوم بفترة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وينبغي علينا ألا نضيع الفرصة التاريخية".
وقال الفاضل: "بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، سندخل في أزمة كبيرة بالسودان، إذا لم نوافق على العرض، الذي قدم في الإمارات"([11]).
التعويضات بالتزامن مع الاتفاق السوداني – "الإسرائيلي":
لذر الرماد على العيون أدلى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بتصريح مضمونه أن "بلاده حولت التعويضات المطلوبة ومقدارها 335 مليون دولار لضحايا تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في عام 1998م من أجل إزالة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.. وقدم حمدوك الشكر الجزيل للرئيس –الأمريكي ترامب- على تطلعه إلى إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب([12]).
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو في مؤتمر صحفي الأربعاء 21أكتوبر2020م، إن بلاده شرعت في عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، دون أن يحدد موعداً لاتخاذ القرار الذي أثقل كاهل الاقتصاد السوداني.. وقال بومبيو إن "قرار العلاقة من "إسرائيل" قرار سيادي يعود للحكومة السودانية"، معرباً عن أمله في أن يعترف السودان بإسرائيل قريباً.. وأضاف "نواصل العمل معهم بنشاط لإظهار لماذا من مصلحة الحكومة السودانية اتخاذ هذا القرار السيادي. نأمل أن يقوموا بذلك، ونأمل أن يقوموا به سريعاً"([13]).
التوقيع على الاتفاق والمواقف منه:
تبنت الولايات المتحدة الخطوة بعد الخطوة حتى تم الاتفاق بين السودان و"إسرائيل" الجمعة 23أكتوبر2020م، حيث أجرى الرئيس الأمريكي محادثات ثلاثية.. وتطرق إلى عدد من القضايا، والمصالح التي ستحقق منها شطب السودان من قائمة الدول الإرهابية، التعويضات لأسر الضحايا الأمريكيين، دعم السودان، النظر في الديون البالغة 60 مليار دولار.. الخ (حسب تعبيره)، وصدر بيان ثلاثي عن السودان والولايات المتحدة و"إسرائيل" نقله التلفزيون الرسمي السوداني، ووُصف الاتفاق بأنه "تاريخي".
ومما جاء في البيان الثلاثي: "اتفق القادة على تطبيع العلاقات بين السودان و"إسرائيل" وإنهاء حالة العداء بينهما.. وبدء العلاقات الاقتصادية والتجارية".
كما اتفقوا على "أن تجتمع الوفود في الأسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقات التعاون في تلك المجالات، إضافة إلى مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها"([14]).
ويوم السبت 24أكتوبر2020م أعلن صندوق النقد الدولي أن القرار الأمريكي شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، يعتبر خطوة نحو تخفيف أعباء الديون التي تثقل كاهل الخرطوم.. وجاء في بيان لكارول بيكر رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي في السودان بهذا الصدد: "نحن متحمسون لإبلاغ الإدارة الأمريكية الكونغرس رسمياً بنيتها شطب السودان من القائمة.. رفع اسم السودان من القائمة يزيل إحدى العقبات أمام الإعفاء المحتمل من الديون ضمن المبادرة الخاصة بالدول الفقيرة المثقلة بالديون([15]).
موقف القوى السودانية:
أثار الإعلان انقسامات بين القوى السياسية في السودان، الذي يمر بمرحلة انتقالية صعبة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل عام 2019م بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي دام ثلاثة عقود.
ومثلما دعت قوى وأحزاب مجلس السيادة والحكومة السودانية لسرعة العلاقة مع "إسرائيل" رفضت فصائل سياسية بارزة في السودان، -اتفاق تطبيع العلاقات- المبرم مؤخراً بين الخرطوم وتل أبيب برعاية أمريكية.. وانتقدت الاتفاق قوى الإجماع الوطني، وهي تحالف يساري وعنصر رئيسي في تحالف "قوى الحرية والتغيير" الذي انبثق عن الانتفاضة ضد البشير.. كما ندد حزب "المؤتمر الشعبي" السوداني بالخطوة، فيما هدد زعيم المعارضة الصادق المهدي بـ"سحب دعم حزب الأمة من الحكومة إذا مضت قدماً في التطبيع"([16]).
وعبر الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي أكبر حزب في تحالف الحرية والتغيير، الذي تشكلت منه الحكومة الانتقالية، عن رفضه للخطوة.. وانسحب من مؤتمر نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف يتناول قضايا التطرف والتجديد في الإسلام وهو الأول من نوعه في عهد الحكومة الحالية.. وقال المهدي في بيان "أعلن انسحابي من المشاركة في هذا المؤتمر تعبيراً عن رفض بيان شارك فيه ممثلون لأجهزة السلطة الانتقالية مع رئيس أمريكي منتهية ولايته يوم الـ 3 نوفمبر-تشرين الثاني، القادم، وهو يجسد العنصرية ضد الأمة الإسلامية والعنصرية ضد الأمة السوداء ورئيس دولة الفصل العنصري المتحدي للقرارات الدولية والمخالف للقانون الدولي بضم أراضٍ محتلة".. وقال الصادق المهدي إن بيان الاتفاق "يناقض القانون الوطني السوداني، والالتزام القومي العربي". وأضاف "قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1967 مازال سارياً وسأطلب من محامي حزب الأمة تحريك الإجراءات القانونية ضد من يقوم بالخطوة".
من جانبه، اعتبر مبارك الفاضل المهدي السياسي المنشق عن حزب الأمة، قال لوكالة فرانس برس إن "الاتفاق المعلن انتصار للشعب السوداني بعدما عانى فترة 27 عاماً من العزلة عن العالم.. إنه اتفاق تاريخي يُخرج السودان من عنق الزجاجة"([17]).
الغريب تصريح رئيس محلس السيادة/ عبد الفتاح البرهان قال: إن رئيس حزب الأمة/ الصادق المهدي، ورئيس حزب البعث/ علي الريح السنهوري لم يبديا اعتراضاً بشأن –التطبيع – مع "إسرائيل"، عند تشاور البرهان معهما طالما أن الأمر سيعرض على السلطة التشريعية القادمة للموافقة، حسب تأكيد البرهان!([18]).
وتعزيزاً لتصريح البرهان نقل موقع وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن وزير العدل/ نصر الدين عبد الباري أن "اتفاق التطبيع يجب إجازته من الهيئة التشريعية أو مجلسي الوزراء والسيادة في اجتماع مشترك في حال عدم قيام الهيئة التشريعية عندما يتم التوقيع على اتفاق التطبيع النهائي"([19]).
(ويوجد جدل قانوني واتفاق الحكم الانتقالي، وهل يجيز أو لا يجيز العلاقة مع "إسرائيل"، وما هي المصلحة العليا..الخ، الموضوع في هذه الجزئية يحتاج إلى دراسة تحليلية مستقلة)!
ويعارض التطبيع مجمع الفقه الإسلامي أعلى سلطة دينية إسلامية في البلاد، وقال الأمين العام للمجمع عادل حسن حمزة لوكالة فرانس برس "بحضور 40 عضواً من أعضاء المجمع البالغ عددهم 50 "أصدرنا فتوى بعدم جواز التطبيع مع "إسرائيل" لأنها دولة محتلة للأراضي الفلسطينية.. أعتقد أن الحكومة ستلتزم بهذه الفتوى".
عيد عبد المنعم الذي يدير شركة تعمل في مجال التحويلات المالية، قال بلهجة قاطعة إن السودان لا يحتاج للتطبيع مع "إسرائيل". ورأى أن "التطبيع مسألة أمن قومي وليس من حق أي جهة إبرام اتفاق معها دون الرجوع إلى الشعب ونحن لا نحتاج لإسرائيل.. بلادنا غنية بمواردها".
وبالمقابل مصطفى سليمان الذي يعمل بالتجارة يؤمن بأن للسودان مصلحة في التطبيع لأنه سيقود إلى "الازدهار الاقتصادي"، دون مزيد من التوضيح.
وكان رجل الأعمال السوداني أبو القاسم برطم قد أعلن في مقابلة مع فرانس برس الأسبوع الماضي عزمه على تنظيم رحلة تضم 40 سودانياً لزيارة "إسرائيل" لمدة خمسة أيام([20]).
وخرجت جموع من المواطنين في مظاهرات ومسيرات غاضبة ترفض تلك الخطوات ورفعت الشعارات المنددة والمستنكرة، وأخرقت العلم "الإسرائيلي".. وأصدرت البيانات.. واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في التعبير عن رفضها، تحت وسوم متعددة أبرزها هاشتاق #لا-للتطبيع-مع-إسرائيل عبر تويتر وفيسبوك والواتس أب..الخ
وعبر صحفيون ورجال قانون ومثقفون عن رفضهم في مؤتمرات بحضور قادة ووزراء ومسؤولون.. كذلك عقدت ندوات حول الرفض!
"إسرائيل": بنيامين نتنياهو/ رئيس وزراء "إسرائيل" في حديث صحفي قال: "في الخرطوم، العاصمة السودانية تبنوا عام 1967 ثلاث قرارات للجامعة العربية وهي.. لا سلام مع "إسرائيل"، لا اعتراف بها، ولا مفاوضات معها"، وأضاف: "اليوم الخرطوم تقول نعم للسلام مع "إسرائيل" نعم للاعتراف بـ"إسرائيل" ونعم لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".. هذه مرحلة جديدة مرحلة السلام الحقيقي.. سلام مع دولة عربية جديدة هي الثالثة في غضون الأسابيع الأخيرة".. وأكد أن أجواء السودان تفتح اليوم أمام "إسرائيل"، مما سيسمح بالطيران المباشر ويقصر المسافة بين تل أبيب وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.. وشكر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك على قرارهما توقيع اتفاق التطبيع مع بلاده.. وأضاف "أود أن أشكر مرة أخرى الرئيس دونالد ترامب وفريقه على دورهم في هذا الحراك التاريخي المهم. نوسع دائرة السلام. أشعر بانفعال كبير، وآمل أن تتسع دائرة السلام أكثر"([21]).
منظمة التحرير الفلسطينية:
واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الجمعة (من رام الله بالضفة الغربية المحتلة) وصف قرار السودان اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بأنه "طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني".. وأضاف: "انضمام السودان إلى المطبعين مع دولة الاحتلال "الإسرائيلي" يشكل طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني وخيانة لقضيته العادلة وخروجاً عن مبادرة السلام العربية".. وتابع "هذه الخطوة وما سبقها من خطوات من الإمارات والبحرين لن تزعزع إيمان الشعب الفلسطيني بقضيته واستمرار نضاله حتى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة:
قال المتحدث الرسمي باسم الحركة حازم قاسم في بيان إن "الإعلان عن تطبيع العلاقات بين السودان ودولة الاحتلال هو خطيئة سياسية وتضر بشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة وتضر بالمصالح السودانية والعربية".
جمهورية مصر العربية:
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رحب بالاتفاق، وقال في تغريدة على تويتر "أرحب بالجهود المشتركة لأمريكا والسودان و"إسرائيل" حول تطبيع العلاقات بين السودان و"إسرائيل" وأثمن كافة الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين"([22]).
الجمهورية الإسلامية الإيرانية:
قالت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت 24أكتوبر2020م، إن اتفاق السودان و"إسرائيل" على تطبيع العلاقات "زائف" وقائم على "فدية".. وأضافت على موقعها في "تويتر": "ادفعوا فدية كافية وغضوا الطرف عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين ثم سيرفع اسمكم مما تسمى بالقائمة السوداء للإرهاب".. "بالطبع هذه القائمة زائفة كزيف الحرب الأمريكية على الإرهاب. هذا خزي"؛ بدوره قال مستشار رئيس البرلمان الإيراني في الشؤون الدولية، أمير عبد اللهيان، في تغريدة على "تويتر": "أعلن حكام السودان علاقتهم مع الكيان الصهيوني وذلك مقابل أمر أمريكي والحصول على 300 مليون دولار من السعودية، لكن الشعب السوداني الفهيم لن يخون أبداً قضية القدس.. لا شك أن "إسرائيل" لا مكان لها في مستقبل المنطقة"([23]).
النتائج المباشرة لـ"إسرائيل":
عبر عنها رئيس وزراء "إسرائيل"/ بنيامين نتنياهو، في الآتي:
وأشار إلى كلمة ألقاها في 17فبراير2020م، في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، عقد في القدس.. ولقائه مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان.. وتحليق أول طائرة "إسرائيلية" في أجواء السودان، معتبراً ذلك "تغييراً كبيراً". وتابع: "السياح "الإسرائيليون"، الرحالة، سيسافرون إلى أمريكا الجنوبية عبر أجواء السودان، لقد قلصنا وقت رحلتهم بحوالي ثلاث ساعات.. من الآن فصاعداً، لن يكونوا بحاجة إلى الذهاب إلى إسبانيا وثم إلى أفريقيا فأمريكا الجنوبية.. يمكنهم الآن التحليق مباشرة من فوق السودان إلى البرازيل والأرجنتين، ويمكنهم التوقف خلال الطريق في بلد آخر أقمنا معه علاقات دبلوماسية مؤخراً، وهو تشاد "وتابع "لقد حدثت تغييرات كبيرة، لأن "إسرائيل" أصبحت الآن قوة يجب أخذها بالاعتبار، ولأن التعاون مع "إسرائيل" يساعد على الاستعداد وتأمين مستقبل الشعوب، وضمان مستقبل أفضل لها، وهذا موجود في أذهان الجميع"([25]).
أهم النتائج:
تتمثل أهم النتائج في نقطتين جوهريتين تربطهما علاقة بما أطلق عليه "الهدف الأعلى" "لإسرائيل" من اتفاقات العلاقة مع دول عربية أوضحها الخبير بالشؤون العربية والباحث في المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة "يوني بن مناحِم" في مقابلة مع "القناة السابعة" "الإسرائيلية"، أن "هناك هدف أعلى من وراء الاتفاقات التي تُنسج مع دول عربية، فالسودان هي دولة مهمة من ناحية استراتيجية في البحر الأحمر وهذا الأمر مهم "لإسرائيل" وكشف عن "نية لإقامة حلفٍ إقليمي يضم "إسرائيل" والإمارات والبحرين والسودان ومصر والأردن، ولاحقاً على ما يبدو السعودية أيضاً"!
وقال إن "هذا الحلف تكون له ثلاثة أهداف:
فيما يتعلق بالهدف الأول تعمل عليه "إسرائيل" من وقت مبكر، ليس على إيران فقط بل على محور المقاومة على مستوى الدول والقوى والأشخاص..! فيما يتعلق بالهدف الثاني فيه جانب متحقق، والجانب الآخر للتمويه والمغالطة، والمتمثل في علاقتها مع تركيا وقطر، وتربطها بهما علاقة مبكرة وتلاقي المصالح فيما يسمى بـ"الشرق الأوسط"، من حيث السياسات والأدوار؛ وإن كانت إسرائيل الكاسب الأوفر حظاً، الهدف الثالث مغالطة كبرى، وتحايل بل تجاوز لأدنى الاتفاقات والمرجعيات السابقة!
ومما لاشك فيه وجود أهداف أعلى، المتعارف عليها.. إضافة إلى الأهداف المعلنة في مشروع ما يسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد"، ناهيك عن الأهداف غير المعلنة!
[1] حينها والآن هو رئيس وزراء الكيان الصهيوني.
[2] محمد مهران؛ "اكتمال القرن الأفريقي - الإسرائيلي: خدعة التطبيع توقع بالسودان"، السبت 15 شباط 2020م، نوقع الأخبار، على الرابط:
https://www.al-akhbar.com/Arab/284213/%D8%A7%D9%83%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%84-
[3] رنده عطية؛ "القوى الناعمة.. سلاح "إسرائيل" الفتاك لغزو القارة الإفريقية"، موقع ن بوست 23/02/2020م، على الرابط:
https://www.noonpost.com/content/36060
[4] السفير بلال المصري؛ "سد النهضة الإثيوبي يضع نهاية لمرحلة طويلة من وحدة الأمن المائي المصري – السوداني" موقع صحيفة رأي اليوم، على الرابط:
https://www.raialyoum.com/index.php/%D8%B3%D8%AF-
[5] متابعات جعفر محمد أحمد- موقع الإمارات اليوم؛ "وفاة «قدح الدم» مهندسة لقاء نتنياهو - البرهان بفيروس كورونا"،28مايو2020م، على الرابط:
https://www.emaratalyoum.com/politics/international/2020-05-28-1.1354807
[6] موقع الميادين؛ "بعد محاولة "إسرائيل" إسعافها.. وفاة دبلوماسية سودانية بكورونا"، 27مايو2020م، على الرابط:
https://www.almayadeen.net/news/politics/1400857/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-
[7] الأناضول؛ "قناة عبرية: طائرة إسرائيلية حطت بالخرطوم الاثنين لإنقاذ “قدح الدم"، 27مايو2020م، على الرابط:
https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-
[8] متابعات جعفر محمد أحمد- موقع الإمارات اليوم؛ "وفاة «قدح الدم» مهندسة لقاء نتنياهو - البرهان بفيروس كورونا"،28مايو2020م، على الرابط:
https://www.emaratalyoum.com/politics/international/2020-05-28-1.1354807
[9] روسيا اليوم؛ "ختام محادثات سودانية أمريكية حول "السلام مع إسرائيل" في الإمارات"؛ 23سبتمبر2020م، على الرابط:
https://arabic.rt.com/middle_east/1156784-%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85-
[10] الجزيرة مباشر؛ "إسرائيل تحتفي بفيديو لسودانيين يحيون النشيد الإسرائيلي"، الأحد 27 سبتمبر 2020م، على الرابط:
https://mubasher.aljazeera.net/news/politics/2020/9/27/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A
[11] شمس نيوز/ الخرطوم؛ "قوى سودانية تدعو البرهان للتطبيع مع "إسرائيل"!، الأربعاء 30 سبتمبر 2020م، على الرابط:
https://shms.ps/post/107013/%D9%82%D9%88%D9%89-
[12] روسيا اليوم؛ "حمدوك يعلن تحويل المبلغ المطلوب لواشنطن من أجل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب"، 19أكتوبر2020م، على الرابط:
https://arabic.rt.com/middle_east/1165334-
[13] الإندبيندينت؛ "بومبيو: سيتم رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب قريبا"، 21أكتوبر 2020، على الرابط:
https://www.independentarabia.com/node/162336/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8
[14] Euro news؛ "انقسام في مواقف السودانيين حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، 25أكتوبر2020م، على الرابط:
[15]المرصد؛ "النقد الدولي: شطب السودان من قائمة رعاة الإرهاب الأمريكية يمهد الطريق لإعفائه من الديون"، 24أكتوبر2020م، على الرابط:
https://almarsad.co/2020/10/24/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF-
[16] رويترز؛ "اتفاق التطبيع مع إسرائيل يثير غضب المعارضة السودانية"، 24أكتوبر2020م، على الرابط:
https://www.reuters.com/article/sudan-israel-opposition-as1-idARAKBN2790ZH
[17] Euro news؛ "انقسام في مواقف السودانيين حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، 25أكتوبر2020م، على الرابط:
[18] الأناضول؛ "نتنياهو يعلن لأول مرة عن إقامة علاقات مع جميع الدول العربية باستثناء 3 منها"، 17فبراير2020م، على الرابط:
https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D9%86%
[19] Euro news؛ "انقسام في مواقف السودانيين حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، (مرجع سابق).
[20] (المرجع السابق).
[21] روسيا اليوم؛ "نتنياهو: التحاق السودان بعجلة السلام يلغي اللاءات الثلاث"، 22أكتوبر2020م، على الرابط:
https://arabic.rt.com/middle_east/1166703-
[22] الخبر الإلكتروني- الجزائر؛ "التطبيع السوداني-الصهيوني: "فتح و"حماس" تدينان والسيسي يرحب"، 23أكتوبر2020م، على الرابط:
https://dzonline.net/2020/10/23/27311/
[23] روسيا اليوم؛ "إيران: الاتفاق السوداني - الإسرائيلي زائف وقائم على فدية"، 24أكتوبر2020م، على الرابط:
https://arabic.rt.com/world/1166812-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-
[24] الجزيرة مباشر؛ "نتنياهو: اتفاقات التطبيع "تغير خارطة" الشرق الأوسط"، 24أكتوبر2020م، على الرابط:
https://mubasher.aljazeera.net/news/politics/2020/10/25/%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%
[25] Euro news؛ "انقسام في مواقف السودانيين حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، (مرجع سبق ذكره).
[26] الميادين نت؛ "إعلام إسرائيلي: الهدف من التطبيع بناء حلف إقليمي لمواجهة إيران وكبح تركيا وقطر"، 28أكتوبر2020م، على الرابط:
https://www.almayadeen.net/news/politics/1432045/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-