لا تزال دويلة الإمارات تمارس دورها العدواني الخطير في المناطق الجنوبية من اليمن ولا تزال تعمل على ترتيب الأوضاع في الجنوب والسواحل والجزر خدمة لأجندة الثنائي الأمريكي الإسرائيلي وتهيئتها لتكون تحت سلطتهم المباشرة ومعسكرات مفتوحة لانتشار وتمركز قوات المارينز الأمريكي والقوات الإسرائيلية.
فالإمارات كما هو واقع مهمتها منذ بداية العدوان على اليمن هي تمثل دور الشرطي الأمريكي والاسرائيلي وكل ما تقوم به من تحركات وأعمال ميدانية عبر قواتها ومرتزقتها سياسياً وعسكرياً هي ضمن مخطط مرسوم مسبقاً جوهره تمكين كيان العدو الاسرائيلي بالمقدمة من فرض هيمنته على الجنوب وتأمين احتلاله للجزر والسواحل ومضيق باب المندب بشكل مباشر.
بالتالي فالاتفاقات التي أبرمتها الإمارات مثلاً مع قيادات مرتزقتها أو ما يسمى بمجلس العليمي وفي طليعتهم التي عقدت معه اتفاقات عسكرية وأمنية هي في طبيعتها تأتي في مسار المخطط المرسوم أمريكياً وإسرائيلياً والذي يتضمن عدة مجالات أهمها توفير غطاء عسكري وسياسي وشرعنة التواجد الإماراتي ومن خلفه الأمريكي الاسرائيلي على امتداد السواحل والجزر والمناطق الجنوبية الاستراتيجية.
لذا فمعطيات هذه الاتفاقات واضحة ودور المرتزقة هنا هو تغطية هذا المخطط وشرعنته على المستوى العسكري والأمني والسياسي وأيضا كأدوات رخيصة تستخدمهم الإمارات في الفترة القادمة لتهيئة الأوضاع في المناطق الجنوبية وتأمين عمليات انتشار القوات الاسرائيلية في القواعد والمعسكرات وتأمين تحركاتها التي ستكون بزخم أكبر في باب المندب والسواحل الشرقية الغربية والجزر سقطرى وميون وغيرها.
لذلك ما يتم التخطيط له يمثل عملاً عدوانياً خطيراً فالمرتزقة أداة للإمارات والأخير هي أداة لكيان العدو الاسرائيلي والأهداف هي تمكين العدو الإسرائيلي من احتلال الجنوب وترجمة الغايات والطموحات التي يسعى لها الصهاينة في اليمن والتي تتمثل في:
1- إحكام السيطرة على باب المندب والسواحل والجزر بشكل مباشر وتحويلها إلى مستوطنات وقواعد دائمة لبحرية الجيش الصهيوني .
2 - جعل جزيرة سقطرى وميون والسواحل مركزاً رئيساً؛ لتنفيذ أعمال التجسس والاستخبارات ضد اليمن ودول محور المقاومة إيران بالمقدمة، وتحويلها إلى محطات استراتيجية لإحكام السيطرة على البحر العربي والمحيط الهندي والأحمر .
-3 السيطرة على خط التجارة والملاحة الدولية، على امتداد البحر العربي ومضيق باب المندب إلى البحر الأحمر؛ وجعلها تحت تصرف هيمنتها الأمنية والعسكرية.
لذلك ما نود التأكيد عليه أن ما يحضّر له كيان العدو الإسرائيلي والإمارات ومرتزقتها في جنوب اليمن مخطط خطير يهدد أمن واستقرار الملاحة الدولية واستقرار المنطقة ككل، فرغبة كيان العدو الاسرائيلي هي السيطرة على أهم مفاصل اليمن الاستراتيجية (جزره وسواحله ومضيق باب المندب)، وجعلها محطات رئيسية لأعماله العدوانية تجاه المنطقة برمتها بما فيها إيران وباقي دول محور الممانعة، بالتالي هذا سيترتب عليه الكثير من التداعيات التي ستجعل منظومة الأمن البحري والتجارة العالمية الممتدة من المحيط الهندي والبحر العربي والأحمر في حالة خطر كبير .
لذلك فالعاصمة صنعاء ترقب هذا المخطط وتأخذ ضمن استراتيجيتها الدفاعية وضع مسارات تهدف إلى التصدي له وطرد القوات الاسرائيلية والإماراتية وتطهير الجنوب ككل والجزر والسواحل بشكل خاص من كل تواجد أجنبي؛ فالقوات المسلحة اليمنية هي اليوم بفضل الله وعونه في مستوى الجاهزية لتنفيذ المهام والسيناريوهات المناسبة لمواجهة هذا المخطط بالقوة العسكرية التي قد تأتي على شكل عمليات وتوجيه ضربات مباشرة على الثكنات والقواعد التي استحدثتها الإمارات في الجزر منها (سقطرى وميون وباب المندب) والتي تتمركز عليها حالياً عناصرها وقوات كيان العدو الاسرائيلي إضافة الى استهداف العمق الاماراتي بعمليات ردعية مفتوحة.