متغيرات المعركة الحربية على المسرح العملياتي العام وجبهاته الخمسين خلال الأربع سنوات.
إن جوهر المشروع العدواني الراهن يكمن في كون قوى العدوان الدولي تنتقل بعد أربع سنوات من العدوان الدولي الإرهابي على اليمن من مواقع الهجوم القديمة إلى مواقع الدفاع الاستراتيجي في كافة محاور وجبهات ومناطق المسرح العملياتي العام لليمن، وفي جميع الجبهات الساخنة من قانيا إلى مأرب (صرواح) إلى (نهم) إلى عسير إلى جيزان إلى نجران إلى لحج إلى تعز إلى الساحل و الحديدة (الصبيحة) (الأحكوم) (القبيطة) (المفاليس) إلى شبوة – المهرة - الضالع.
تقف خطوط الجيش واللجان متماسكة قوية مرنة تحقق يومياً الضربات المتوالية بالعدو الذي يتحوصل حول شرانقه التي حققها بداية العدوان حيث تفاجئه هجمات الجيش إلى مراكزه ومواقعه التي ينحصر همه الرئيسي في الحفاظ على ما سبق حيازتها قبل سنوات سابقه لكنه يفقد مواقع جديدة كل يوم.
خلال أربع سنوات من المعارك البرية مدعومة جوياً وبحرياً من العدو ترسخت معادلات واضحة تظهر بوضوح على الجبهات الرئيسية الكبرى على الساحل والحدود الشمالية والشرقية، رغم الزيادة في مستويات التسليح الحديث ودقة التصويب العالي التي يوفرها العدوان لقواته ومرتزقته في كل الجبهات لكنه عاجزاً عن تحقيق التقدم على الأرض.
ففي جبهة نهم - صنعاء كان العدو في نهاية العام الأول للعدوان قد وصل بالخيانة إلى معسكر الفرضه أسفل نقيل بن غيلان، وكان قادراً على شن هجمات كبيرة بهدف اجتياح العاصمة لكنه بدأ يفقد زخمه القديم ويتراجع نحو المواقع الدفاعيه التي أعدها هناك في مواجهة هجمات واغارات الجيش والأنصار المتواصلة.
ورغم محاولات العدوان إحياء الهجمات الكبيرة مجدداً عبر ضخ آلاف جديدة إلى جبهات شرق العاصمة إلا أنها باءت بالفشل وتعرضت للضربات والخسائر الجديدة والانكسارات، ومع نهاية العام الثاني للعدوان وعلى جبهة صرواح - مأرب التي كانت أكبر الجبهات اشتباكاً وأكثرها تعرضاً للهجوم العدواني والقصف الجوي، كانت أكبر من الهجمات البرية العدوانية قد تم كسرها وتحطمها نهاية العام 2016م ومطلع العام2017م وكان العدو يسيطر على بعض التباب والمناطق والوديان الطرفية المكشوفة القريبة من مأرب في مواجهة جبال هيلان.
إن الهجومات اليمنية المضادة التي استأنفت خلال حملتي شهري ديسمبر وفبراير الماضيين التي نقلت الجيش واللجان إلى مواقع متقدمة تطل على مدينة مأرب بعد تحريرها لمناطق وسلاسل جبلية إستراتيجية كانت في أيدي العدو حتى باتت قيادة العدو على بعد أميال معدودة من قلب مأرب مركز قياده العدوان في المنطقة الثالثة، إلا أن المدينة مازالت تغلي بالسخط والغضب ضد العدوان ويتسع الغضب الشعبي ضد العدوان من قبل المجتمع المحلي القبلي في هناك مما يعني اقتراب التحرير العام.
في جبهة الجوف يقترب الجيش من مجمع المتون عاصمة المحافظة ويتقدم في المناطق التي كان العدو يسيطر عليها من المصلوب إلى (أسطر) و(الشعف)، مع تراجع كبير للعدو وانخفاض في معنويات المقاتلين الذي يتعرضون أحياناً كثيرة للقصف من قبل الطيران السعودية فيما تسمى نيران صديقة.
في جيزان تتوالى تقدمات الجيش واللجان والاسترداد والسيطرة على مواقع عديدة يومياً شرق جيزان و(الخوبة) و(قوبر)، مع تقدم سابق الجيش طوال الأشهر الأخيرة محققاً سيطرته على عشرات المواقع الجديدة وحول جبل النار إلى (حيران) إلى (الملاحيط) والتي كانت بأيدي العدو سابقاً، ما يقطع الأمل في نفوس المرتزقة من تحقيق تقدم مستمر أمام من يؤمن بتحرير كل شبر من أراضيه.
في مجازة وعلب عسير والربوعة يحقق الجيش واللجان العديد من انتصارات وكسر الزحوفات العدوانية التي تتوالى وتتابع أمامها الصمود والكسر المستمر لتلك الزحوفات رغم خسائر المرتزقة بالمئات من القتلى وأضعافهم من الجرحى في دلالة على عدم اهتمام العدوان السعودي الأمريكي بقيمة هؤلاء المرتزقة.
شهدت حجة فتح جبهة داخلية جديدة للعدوان من الداخل استمرت قرابة الشهر في منطقه (كشر) و(العبيسة) و(حجور) وشكلت بؤرة خطيرة خلف خطوط الجيش واللجان في المنطقة الحديدة هدفها قطع الامدادات للجبهات المتقدمة في صعدة وحجة، وقد تم اخماد بؤرة الفتنة العدوانية في كشر حجه العبيسة. وقد قصد العدوان من إثارة كشر حجة قطع الطريق على امدادات الجيش في عمران وصعدة وميدي انطلاقاً من الموقع الاستراتيجية للمنطقة التي تولى العدو تمويلها وتموينها وتذخيرها بواسطة الطائرات الحربية واللوجستية، وبعد شهر من المحاولات السلمية لتجاوز الفتنة من قبل الأهالي أنفسهم عبر الحوار والوساطات القبلية الأهلية تم التوجه العسكري لحسم التخريب في النقطة الملتهبة بعد حصرها وعزلها عن بقية المناطق وتصفيتها في معارك قوات خاصة وحاسمة، ويكشف مصير فتنة حجور - كشر عن قوة الجيش واللجان وقيادته الثورية التي أثبتت أنها تسيطر جيداً على الميدان العسكري والسياسي والاجتماعي بحيث لا يستطيع العدوان يحقق أية أهداف أو مطامح استراتيجية حقيقية، وإن حقق بعض الاختراقات هنا أوهناك فسرعان ما تتحول إلى تراجع وانكسار يؤثر سلباً علة موقفه وعلى مرتزقته وأتباعه وعملائه.
وعلى جبهات لحج (القبيطة) و(المقاطرة) و(الاحكوم) و(المفاليس) و(طور الباحة الصبيحة) يواصل الجيش تقدمه وثبات للأمام حيث يزحف يومياً على أنقاض انكسارات العدوان المتوالية، ويطل الآن بقواته على جبال الخضر وإلياس وجبل جالس وعلى وديان شعب وبلاد (الصوالحة) المقاطرة المشرفة على سبت الصبيحة من الشمال وطور الباحة مدخل بلاد الصبيحة، مهدداً خطوط الامداد البرية للعدوان في خط (الحجرية التربة) عبر هيجة العبد - المقاطرة، وعبر الربوع النجيشة القريشة التربه تعز.
شهدت الضالع في السابق مواجهات على نقاطها الملتهبة في (مريس) و(قعطبة) و(الصدرين) و(العود) ونقيل (الخشبة) ورغم الكثير من الملابسات التاريخية والأهلية التي أحاطت بالصراع في المنطقة وفرضت عليه نوعاً من الجمود في بعض الأحيان؛ إلا أن الأشهر الأخيرة قد شهدت تحولات ميدانية ايجابية وسعت من سيطرة الجيش واللجان على مناطق جديدة على أطراف دمت وقعطبة، وأهمها السلاسل الجبلية في الفاخر وأنزل الجيش واللجان بالعدو نكسة كبيرة. كما شهدت قياده العدوان في الضالع احتراباً بينياً حول موقع قيادة اللواء 3 – التي انقسمت على جبهتي الإصلاح وهادي والحزم الإماراتي.
وفي الأيام القليلة الماضية شن الجيش هجوماً واسعاً من ثلاثة مسارات ومحاور على امتداد الجبهة مع العدو بعرض يمتد مئات الأميال وبعمق 1 كيلومتر من مشارف البيضاء إلى مشارف محافظة إب؛ ليسيطر على أكثر من 12 موقعاً عسكرياً جديداً استراتيجياً تشرف على مناطق من الضالع والبيضاء وإب، وأهمها السيطرة على جبل ناصة الاستراتيجي الكبير.
شكل هذا الهجوم الناجح الظافر الذي شنه الجيش واللجان ومعه قبائل وأهالي الضالع الأحرار خطوة جبارة ونقلة استراتيجية حاسمة جداً على جبهة العدوان في الضالع والجنوب ولحج والعند والحشا، وكشف موقف العدو ونقاط ضعفه حيث فتح الطريق جنوباً بخطوات وثابة دلت على دقة التخطيط والتقييم والتقدير والتدبير وتوجه الجيش واللجان إلى أهم محاوره الاستراتيجية ومؤخراتة التي تنفتح مباشرة على أهم قواعده وقياداته في الضالع ويافع وردفان ومريس وجبل العود والخشبة وعدن.
وفي البيضاء يتقدم الجيش بانتظام على جبهات (قانية) و(الملاجم) و(الوهبية) ويحقق انتصارات في مكيراس المطلة على أبين عدن من الشرق.
يستمر صمود الجيش وتقدمه المستمرة على خطوط النار حول المدينة الغربية لتعز فيما يتشظى العدو بين أطرافه في اقتتال شرس استمر خلال الأسابيع الماضية بين قواته ومرتزقته ومحاوره الإماراتية والسعودية والقطرية، وفي المدينة الغربية وحواليها دارت معارك كبيرة بين مليشياته وتتسع لتشمل المنطقة الغربية وتمتد نحو الأطراف الجنوبية مخلفة وراءها عدد من الجرحى والقتلى، واستنزاف عسكري هائل يضعف جبهات العدو أكثر من أي وقت مضى، وبينما يتقدم الجيش إلى مواقع جديدة ويحكم سيطرته على المناطق الشرقية من المدينة بعد أن غرق العدو في تصفيه حساباته البينية هناك؛ فإن الجيش سيطر على عدد من المواقع والمرتفعات في مناطق (الشقب) و(الرضعة) وعلى مواقع غرب الضباب تطل على طريق تعز عدن قرب البيرين النشمة والكدحة وقد أسفرت عن أكثر من 50 قتيلاً وجريح خلا ل الأسبوعيين الماضيين.
خلال العامين الأولين للعدوان ولهجومه العام كان الساحل الغربي مازال يعتبر جبهة ثانوية بالنسبة للجبهة الرئيسية الشمالية الشرقية التي كانت تتركز فيها وحولها أكبر القوات البرية والمدرعة للعدوان التي استهدفت تطويق العاصمة والزحف نحوها عبر المحاور المحيطة بها من الشرق والشمال وإسقاطها عبر تظافر قوى العدوان الخارجية والداخلية وعبر المؤامرة الداخلية لعفاش وطوابيره الخامسة التي كانت تحتل وتنتشر على العاصمة وأحيائها الجنوبية الغربية على الجغرافيا الجيوسياسية القديمة للنظام السابق الذي صار بعضه في علاقة تحالف وشراكة زائفة ضد العدوان بهدف الانقضاض على العاصمة من داخلها وفتح الأبواب أمام تقدم العدوان غير أن انهيار الهجوم العدواني وفشل المؤامرة التخريبية العفاشية في وقت متزامن قد جعل التقدم نحو العاصمة مستحيلاً.
إن الاخفاق الهجومي العدواني على أبواب العاصمة كان إعلان هزيمة للهجوم الرئيسي للعدوان وانكساره المدوي، لذالك حول العدوان اتجاهه الرئيسي نحو الساحل الغربي مرحلياً، ووصل العدوان إلى أوج قوته وتقدمه على الساحل الغربي خلال العامين الأخيرين بين يناير2017م وأكتوبر2018م أي خلال عام ونصف من الهجمات البرية الجوية البحرية الكبيرة، أراد إسقاط الساحل الغربي والسيطرة على كل مدن السهل التهامي ومحاصرة الهضبة الداخلية من الساحل وقطع امدادها وتموينها، وبعد أن خسر هجوماته على كافة الجبهات الشمالية الشرقية طوال العام الأول والثاني وانتقل العدوان بمركز ثقله الحربي نحو الساحل المكشوف للالتفاف على تقدم الجيش شمالا ووقف تقدمه داخل نطاق سيطرة العدوان السعودي وإشرافه على أهم مدن الحد الجنوبي والشمالي المحتل في نجران عسير وجيزان.
ودفع إلى الساحل بقوات ضخمة وصلت إلى أكثر من مئة ألف مرتزق متوزعين على أكثر من خمسه وثلاثين لواء، منهم ألوية النخبة العمالقة الاثني عشر وألوية سوادنية وأخرى تابعة لهادي وأخرى إصلاحية وعفاشية وإماراتية وسعودية وأجنبية أخرى، بزعامة قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال "جوزيف فوتيل" وبمشاركة فرنسية وبريطانية وإسرائيلية، ليتحول الساحل إلى أكبر مسارح الحرب والعدوان ويستوعب أكبر نسبة من القوات البرية والبحرية الجوية للعدوان.