طلب مني بعض الأصدقاء الدبلوماسيين وبعض المسؤولين بعد اطلاعهم على مقالة" افتراءات عبدالملك المخلافي وتزويره للحقيقة" طلبوا مني كشف بعض مما دار في جولات المفاوضات من مواقف وبيانات تظهر الحقيقة التي سعى إلى تشويهها وتزويرها رئيس الوفد اليمني القادم من الرياض .
وقد رأيت أن أوثق لتلك المفاوضات بسرد بعض المعلومات المتعلقة بالتمثيل من الطرفين القادمين من صنعاء والرياض وبياناتهم ومواقفهم ومحاور المفاوضات ونتائج كل جولة من الجولات منذ الجولة الأولى في جنيف والتي عقدت في جنيف سويسرا في يونيو 2015، حتى نهاية الجولة الرابعة في الكويت في 6 أغسطس 2016 .
ونظراً لوفرة تلك المعلومات فقد رأيت تقديمها في عدة مقالات، علماً أن معلوماتي عن الجولة الأولى غير متكاملة حيث لم أكن عضواً في الوفد المفاوض، وبالرغم من أنه لم يحدث لقاء مباشر بين الوفدين المتفاوضين الا أن الكتابة عن هذه الجولة الأولى يُظهر الاستراتيجية التي يحملها كل طرف في مفاوضات السلام والتي سيتبينها القارئ المتفحص من خلال التصريحات والمواقف وكذلك من خلال تشكيلة الوفود، ويظل المجال مفتوحاً لمن وثق تلك الجولة أن يدلى بدلوه لتوضيح ما حدث .
بدأت مشاورات السلام بالجولة الأولى في 16 يونيو 2015 في مدينة جنيف واستمرت أربعة أيام دون أن يلتقي الوفدان وجهاً لوجه في طاولة مفاوضات .
وكانت تشكيلة الوفدين كما يلي :
(الترتيب بحسب ما أوردته بعض وسائل الإعلام)
وفد أنصار الله :
الأخ حمزة الحوثي
الأخ مهدي المشاط .
الأخ علي العماد .
الأخ عبدالسلام جابر "الحراك الجنوبي'
وفد حزب المؤتمر الشعبي العام:
الأخ د. أبو بكر القربي .
الأخ عارف الزوكا.
الأخ ياسر العواضي
الأخ عادل الشجاع
الأخت فائقة السيد.
الأخ يحيى دويد
الأخ ناصر النصيري - ممثل أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي
الأخ غالب مطلق- الحراك الجنوبي
الأخ حسن زيد - حزب الحق
الأخ محمد الزبيري- حزب البعث العربي الاشتراكي
الأخ عبد الرحمن عمر- الحزب الاشتراكي اليمني
الأخ عبد الملك الحجري- حزب الكرامة
الأخ عمار مرشد.
الأخ محمد أبو لحوم - حزب العدالة والبناء.
الأخ نبيل الوزير - حزب اتحاد القوى الشعبية .
الأخ رياض ياسين
الأخ عزالدين الأصبحي
الأخ عبدالوهاب الحميقاني
الأخ عبد العزيز جباري
الأخ أحمد الميسري
الأخ فهد سليم كفاين
الأخ عثمان فايد مجلي
وقد واجه الوفد الوطني القادم من صنعاء صعوبات كثيرة في السفر إلى جنيف؛ حيث عرقل التحالف رحلته واستغرق يومين للوصول إلى جنيف .
وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي عن أمله في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الفرقاء اليمنيين بجنيف، وأشار إلى أن المحادثات تركزت على وقف المعارك وبحث مراقبة الهدنة وتسليم المساعدات.
وقد فاجأ رياض ياسين (رئيس الوفد اليمني القادم من الرياض) العالم بتصريح لقناة وموقع الجزيرة "أن وفده سينسحب من المفاوضات ويغادر إلى السعودية يوم السبت 20 يونيو نظراً لرفض الحوثيين الالتقاء بوفده" . وأشار موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية في مقال تحت عنوان:
(انهيار مشاورات السلام اليمنية في جنيف) إلى أن المبعوث اسماعيل ولد الشيخ صرح بأنه لن تعقد أي جولة قادمة إلا بعد تحقيق وقف لإطلاق النار ووعد بمضاعفة جهوده للوصول إلى ذلك، ونشر الموقع: "أنه وفي نفس الوقت قال مسؤولون وشهود عيان أن غارات جوية استهدفت يوم الجمعة 19 يونيو صنعاء ولحج والجوف، وأن هناك عشرة من المدنيين على الأقل قتلوا في مدينة صعدة معقل الانقلابيين".
ويتضح من خلال ما نشرته وسائل الإعلام التابعة لدول التحالف حقيقة أن الانسحاب من مفاوضات جنيف كان من جانب الوفد اليمني القادم من الرياض، وأن التحالف وما يسمى بحكومة هادي في الرياض لم تلتزم بوقف إطلاق النار والذي بموجبه تم الاتفاق على عقد المفاوضات واستمر في شن الغارات الجوية وقتل المدنيين، وذلك يتناقض مع تصريح المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي المذكور أعلاه، وهنا يثار تساؤل كيف لرياض ياسين أن ينسحب من المفاوضات محملاً الجانب الوطني فشل الجولة؟ وهو الذي اتخذ هذا الموقف المفاجئ ولم يتمكن هو ورفقاؤه في الرياض من إقناع التحالف بقيادة السعودية بالالتزام بوقف إطلاق النار .
وتبعاً لتلك المواقف لم تسفر هذه الجولة عن أي نتائج ملموسة سوى تقديم المبعوث وعود بتحقيق وقف إطلاق النار قبل أية جولة جديدة وهي الوعود التي فشل بالوفاء بها كما سيظهر في المقالات المقبلة.