كلما أرادت دول العدوان اتخاذ خطوات متقدمة ومباشرة على الأرض قد تمثل استفزازاً لمشاعر الشعب أوجدت التناقضات والصراعات بين أدواتها؛ فما يحصل في جزيرة سقطرى ومحافظة تعز مؤخراً من زوبعات وصراعات وتناقضات بين أدوات العدوان المحلية، ليست خارجة عن سيطرة وتحكم دول العدوان؛ بل تم اعدادها في مطبخ واحد ومشترك لرباعية العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي ، وبدون علم أدواتهم المحلية المتصارعة؛ حيث تلعب السعودية والإمارات أدواراً لتظهر وكأنها متباينة والغرض هو تحقيق الهدف المطلوب منهما أمريكياً؛ فالهدف هو احتلال سقطرى بجنود وآليات عسكرية إماراتية مباشرة.
فمثل هذه الخطوة الجريئة والمستفزة والغير مقبولة عند أبناء سقطرى والشعب اليمني بكله جنوباً وشمالاً والتي قد تثير موجة سخط وغضب عارمة، في ظل حرج شديد لأدوات الإمارات من حراكيين وعفافيش، ولإزالة الحرج عن مرتزقتها وإعلانهم تأييدهم لها، ولدفع خصوم حكومة هادي والاصلاح سواءً من أبناء سقطرى أو أبناء الشعب إلى تأييدها كان لابد من إخراج فني لسيناريو فيه من التفاعلات والتناقضات ما يفتح لها ثغرات للقيام بذلك وبغطاء من أدواتها المحليين؛ فكان السيناريو كالتالي:
دور السعودية الدفع بمرتزقتها (حكومة هادي والاصلاح) المكروهين جنوبياً بالتوجه إلى سقطرى وإيهامهم بدعمها.
دور الإمارات الدفع بمرتزقتها لإخراج جماهيرهم مطالبين برحيل حكومة هادي.
وعليها ينبغي أن ترد حكومة هادي والاصلاح بإخراج جماهيرهم في الجزيرة مؤيدة لما يسمى بالشرعية.
وبعد مهاترات إعلامية ولكون هادي والاصلاح غير مقبولين جنوبياً، أوجد العدوان الجو المشحون بين مرتزقته والذي فتح للإمارات الثغرات والمبررات للمجيء بجنودها وعتادها لاحتلال الجزيرة وبغطاء سياسي وإعلامي ممثل بعملائها من الحراكيين والعفافيش وكأنها جاءت لتنتصر لهم.
وبعد ذلك تأتي السعودية لتحكم بين الطرفين وتشرعن للاحتلال وتخرج حكومة هادي والاصلاح بماء الوجه؛ فلولا وصول حكومة هادي إلى سقطرى، ولولا هذه التفاعلات، سيتم تأجيل الاحتلال الإماراتي العسكري المباشر للجزيرة، إلى أن يتم ترويض أبناءها وأبناء الشعب على استساغة ذلك.
وهذا ما يتم في تعز حيث يتم دفع الإصلاح من جهة والسلفيين والعفافيش والناصريين والاشتراكيبن من جهة أخرى للاقتتال فيما بينهم مما يخلق مبررات للإمارات بالوصول إلى تعز كمنقذ لهذه الأطراف ولتشكل هذه الأطراف الغطاء السياسي لتواجدها، وهو ما حصل بالفعل ووصلت أخيراً الإمارات إلى الحجرية تحت غطاء ناصري اشتراكي.